اسطنبول، أنقرة - أ ف ب - اكد مصدر ديبلوماسي تركي الثلثاء ان تركيا اغلقت مجالها الجوي امام طائرتين عسكريتين اسرائيليتين، وليس واحدة كما اعلنت السلطات التركية في البداية، رداً على الهجوم الإسرائيلي الدامي على اسطول مساعدات انسانية كان متوجهاً الى غزة. وقال هذا المصدر طالباً عدم كشف هويته «كان هناك طلبان للتحليق وقد رفضنا الإثنين معاً». لكنه اضاف «ان ذلك لا يعني اننا سنرفض (الطلبات) في المستقبل، لكننا سندرس كل حالة على حدة». وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الإثنين ان تركيا منعت طائرة عسكرية اسرائيلية متوجهة الى بولندا من التحليق فوق اراضيها، وذلك غداة الهجوم الإسرائيلي في 31 ايار (مايو) الذي ادى الى مقتل تسعة مواطنين اتراك. الى ذلك، اظهرت تقارير الطب الشرعي في تركيا ان سبعة من الأتراك التسعة الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي قضوا نتيجة اصابتهم بطلقات نارية عدة، كما ان خمسة من الضحايا التسعة قتلوا بطلقات نارية في الرأس. وتقدمت عائلات الضحايا، التي عرض محاموها التقارير، بطلبات الى الادعاء التركي للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على السفينة «مافي مرمرة» التركية التي كانت متوجهة الى قطاع غزة حاملة المساعدات الإنسانية. وصرح احد المحامين ويدعى ياسين ديوراك ان «النتائج توضح ان القوات الإسرائيلية اطلقت النار بهدف قتل الناشطين وليس للتغلب عليهم». وجاء في التقرير ان اصغر الضحايا وهو فرقان دوغان (19 سنة) الذي يحمل الجنسيتين التركية والأميركية اصيب بخمسة عيارات نارية من بينها عياران في الرأس. واخترقت طلقة نارية وجهه بعد ان اطلقت من مسافة قريبة، كما تلقى ضربة على مؤخرة رأسه. وأظهرت الوثائق ان الجثث التسع غسلت قبل نقلها الى تركيا وأن ملابس الضحايا كانت اما غارقة في الدماء او غير صالحة للفحص ما يجعل من المستحيل التوصل الى نتيجة في شأن المسافة التي اطلقت منها العيارات النارية. وقتل الصحافي جودت كيليجلار (38 سنة) محرر الموقع الإلكتروني لمؤسسة الإغاثة الإنسانية الخيرية الإسلامية التي قادت حملة اسطول الحرية، برصاصة في جبينه، بحسب التقرير. وأشار المحامي ديوراك الى تشريح ابراهيم بيلغين (61 سنة) الذي كشف عن وجود كيس يحتوي على كرات صغيرة لا تزال سليمة داخل دماغه قال التقرير انها أطلقت من بندقية صيد. وأضاف «لم نسمع بنوع هذا السلاح من قبل». وأدى الهجوم الى تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل. واستدعت تركيا سفيرها ورفضت لجنة داخلية شكلتها اسرائيل للتحقيق في الهجوم وأصرت على تشكيل لجنة دولية تقودها الأممالمتحدة. وطلبت تركيا من اسرائيل ان تعتذر لها وتدفع تعويضات لأسر الضحايا وأن يفتح تحقيق دولي حول الهجوم ويفرج عن السفن التركية الثلاث التي احتجزت خلال العملية ورفع الحصار عن غزة.