يعقد مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الجديد جلسته الأولى اليوم، وسط جدل حول رئاسته، إذ يواجه الرئيس المنتهية ولايته علي لاريجاني تحدياً من القيادي الإصلاحي محمد رضا عارف. وكان عارف تزعّم قائمة «الأمل» الائتلافية بين الإصلاحيين والمعتدلين من أنصار الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، والتي فازت خلال الانتخابات النيابية التي نُظمت في 26 شباط (فبراير) الماضي بالمقاعد الثلاثين المخصّصة لطهران، مطيحةً بأسماء بارزة، بينها غلام علي حداد عادل الذي تزعّم القائمة الأصولية في العاصمة. وعزّز الإصلاحيون وجودهم في البرلمان، على حساب الأصوليين الذين كانوا يهيمنون على المجلس المنتهية ولايته. وسيدير الجلسة الافتتاحية رئيس السنّ، فيما تُنتخَب غداً هيئة موقتة لرئاسة المجلس، لبدء درس أهلية النواب المنتخبين، وفق القانون، على أن تُنتخَب الهيئة الدائمة لرئاسة المجلس بعد استكمال تأييد أهلية ثلثَي أعضاء المجلس الجديد. وانتخاب الهيئة الموقتة مهم، لأن الدورات السابقة شهدت تولّيها لاحقاً الهيئة الدائمة لرئاسة البرلمان. وأجرى مندوبون عن لاريجاني وعارف مشاورات، لم تفضِ إلى اتفاق في شأن هيئة رئاسة المجلس ورؤساء اللجان البرلمانية. وقال النائب مصطفى كواكبيان إن تكتّل «الأمل» الإصلاحي أرسل وفداً رسمياً الخميس للحوار مع لاريجاني، في شأن الهيئة ورؤساء اللجان. لكن مصادر في «لجنة رسم السياسات» التابعة للتيار الإصلاحي أبلغت «الحياة» أن التيار ما زال يصرّ على ترشيح عارف لرئاسة المجلس، بموافقة رفسنجاني والرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. أما روحاني فيؤيد لاريجاني، لكنه بدأ يقترب من موقف رفسنجاني وخاتمي. ويسود انقسام الأوساط الإصلاحية والمعتدلة وأنصار الحكومة، في شأن رئاسة البرلمان. فبعضهم يصرّ على ترشيح عارف، أيّاً يكن الثمن، معتبراً أن ذلك يؤثّر في موقف الإصلاحيين خلال انتخابات الرئاسة المرتقبة العام المقبل. ويرى آخرون أن احتفاظ لاريجاني برئاسة البرلمان يضمن بقاءه قريباً من الإصلاحيين، محذرين من أن إقصاءه سيبعده منهم ويُقرّبه من الأصوليين، بعدما رفض خوض الانتخابات الأخيرة تحت لوائهم. ويحبّذ جزء ثالث أن يتمّ فوز لاريجاني برئاسة المجلس، إذا حدث، بفارق ضئيل من الأصوات، من أجل حصر تحرّكه في إطار تكتّل «الأمل». وأشار عضو «لجنة رسم السياسات» عبدالله ناصري إلى أن لاريجاني عارض اقتراح الإصلاحيين التفاهم على هيئة رئاسة المجلس واللجان النيابية، مطالباً عارف بالامتناع عن الترشّح. لكن ناصري أكد على موقف الإصلاحيين المؤيد لخوض زعيم تكتّل «الأمل» معركة رئاسة البرلمان. وأشارت مصادر إلى مشاورات مكثفة جرت أمس بين مندوبين من التكتّل وأنصار لاريجاني، وبين عارف وروحاني ورفسنجاني وخاتمي. ورجّحت مواصلة هذه المشاورات اليوم، قبل انتخاب الهيئة الموقتة لرئاسة البرلمان، من أجل رسم صورة واضحة للخريطة السياسية في المجلس الجديد.