تقدم أعمال لكين دومون المصور الياباني الشهير الذي صدمت الصور التي التقطها في الخمسينات حول تداعيات كارثة هيروشيما اليابانية، في روما اعتبارا من اليوم (الجمعة)، في أول معرض له خارج بلاده. ويتزامن افتتاح المعرض مع زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما الموجود في اليابان للمشاركة في اجتماعات مجموعة السبع، التاريخية لمدينة هيروشيما التي القت الولاياتالمتحدة عليها قنبلة ذرية ما ادى الى مقتل 140 ألف شخص في صباح السادس من آب (أغسطس) 1945. ويعتبر دومون الذي توفي العام 1990 من اكبر المصورين في بلده ورائدا في مجال الواقعية، الا انه غير معروف كثيرا في الخارج. ويأمل منظمو المعرض المقام في متحف ارا باسيس في روما حتى 18 ايلول (سبتمبر) تغيير هذا الوضع. ويقدم المعرض نحو 150 من صوره العائدة الى الفترة الممتدة من العشرينات الى السبعينات، تشهد على انتاجه الواسع من صور الدعاية في اليابان الامبريالية الى تلك التي توثق لاضطرابات ما بعد الحرب. وتعكس بعض الصور شغفه الكبير بتصوير المعابد البوذية في بلاده او فنانيها الكبار في ستينات وسبعينات القرن الماضي. ويقول تاكيشي فوجيموري تلميذ المصور سابقا والذي حضر خلال الاسبوع الحالي الى روما لمناسبة افتتاح المعرض: "كان يعشق اليابان خاصته يعشق كل فنها وشعبها وكان يريد ان يظهر للعالم هذه اليابان من وجهة نظر يابانية". وساعد فوجيموري مع روسيلا مينيغاتزا الخبيرة الايطالية في تاريخ الفن في الشرق الاقصى، في تنظيم المعرض. ويتذكر تاكيشي فوجيموري وهو المدير الفني لمتحف كين دومون في ساكاتا في شمال اليابان صرامة معلمه حياله. ويقول "لم يكن يستخدم الكلام في تعاليمه، بل كان علينا ان نراقبه لنتعلم"، مضيفاً: "كنا نخاف دوما من ارتكاب خطأ اذ كنا معرضين عندها لاحتمال تلقي دفعة في الظهر او صفعة". اما تلميذه السابق الاخر اوشيو كيدو فيصفه بانه كان شخصا "حساسا جدا". ويؤكد أنه "كان يعشق البشر ولا سيما الاطفال". وبالفعل يظهر الكثير من الاطفال في اقوى صوره المعروضة في روما، مثل صورة طفل يتبول في الشارع مأخوذة من سلسلة ملتقطة بين عامي 1952 و1954. وثمة صورة لطفل اخر يضحك من كل قلبه الى جانب والده المبتسم على رغم تشوهه وهي مأخوذة من سلسلة حول هيروشيما. وتشكل مجموعة منتقاة من 7800 صورة التقطها دومون في هيروشيما خلال خريف العام 1957 جوهر المعرض في روما. وهي معروضة في قاعة خافتة الانوار في وسط هذا المتحف الواقع على ضفة نهر تيفيري. فبعد 12 عاما تقريبا على استخدام اول سلاح ذري في زمن الحرب، كانت المدينة لا تزال تحمل اثار هذه الكارثة والمأساة مع وجوه مشوهة كان يصورها وهي باكية.الا انه انتقد كثيرا على هذه الصور. وتوضح مينيغاتزا "قال الناس انها صادمة جدا، وانتقد لانه التقط واقع هؤلاء الناجين". وتضيف "لكن بالنسبة له شكل ذلك منعطفا في حياته. وقد دون في يومياته الساعة المحددة لوصوله الى هيروشيما. ومنذ ذلك الحين باتت العودة الى الوراء مستحيلة بالنسبة له".