دشن وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية عادل الطريفي المبنى الجديد لوكالة الأنباء السعودية «واس» في حي الصحافة شمال مدينة الرياض أمس (الخميس). ورفع رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على رعاية تدشين المبنى الجديد للوكالة، وعلى ما يجده الإعلام السعودي عموماً، و«واس» خصوصاً من دعم واهتمام كبيرين منه، للمضي قدماً في أداء رسالة الإعلام للمملكة العربية السعودية. كما قدّم الشكر والعرفان لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، على مؤازرتهما الدائمة لكل ما من شأنه تعزيز مسيرة الإعلام السعودي. وأعرب الحسين عن تقديره لوزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي لعنايته بالوكالة، والوقوف عن قرب على متطلباتها لمواصلة مسيرتها الإعلامية بكل اقتدار. ثم ألقى وزير الثقافة والإعلام كلمة، أعرب فيها عن اعتزازه بتدشين مبنى (واس) الجديد، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليكون بعون الله وتوفيقه إضافة جديدة ومميزة في مسيرة هذا الكيان، الذي يخوض باقتدار معترك العمل الإعلامي والإخباري منذ ما يزيد على أربعة عقود ونصف العقد، ويقدم عملاً إعلامياً مميزاً بمهنية عالية وصدقية وموضوعية تسمو به إلى آفاق رحبة وفق السياسة الإعلامية للمملكة، المنبثقة عن السياسة العامة للدولة بكل مبادئها وقيمها. وقدم خالص الشكر والتقدير والثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد على ما تحظى به قطاعات الثقافة والإعلام عموماً، ووكالة الأنباء السعودية بشكل خاص، من دعم وتوجيه، ونحن في هذا المساء نجني ثمرة من ثمار هذا الدعم والعطاء. وثمّن في هذا الصدد الجهود التي بذلت لإنجاز مبنى (واس) المتكامل، الذي يفي بالحاجات الآنية والمستقبلية لها، ويمثل بيئة عمل أفضل وأرضية خصبة للمزيد من العمل الجاد والدؤوب، لتواصل إسهاماتها في إيصال رسالة المملكة إلى العالم كافة بلغات متعددة، كي يتم التواصل مع العالم وعكس الصورة الإيجابية لهذا البلد المعطاء. وقدم شكره وتقديره لكل الذين عملوا في وكالة الأنباء السعودية، من الذين توفاهم الله والذين هم مايزالون على قيد الحياة، إذ صنعوا هذا الكيان الكبير (واس)، سائلاً الله العلي القدير أن يمد في أعمارهم، وأن يواصل العاملون في (واس) حالياً المسيرة بالتجديد والتقدّم. وقال: إن الإعلام بوسائله وأدواته المتطورة والمتجددة أضحى عنصراً مؤثراً وأساساً في معرفة مجريات الأحداث في العالم، وجزءاً مهما من مفردات الحياة اليومية في أي مجتمع، وفرضت التقنيات نفسها عليه، بحيث اضطرت وكالات الأنباء العالمية أن تبذل الجهد الكبير لتواكب صناعة الإعلام عاماً بعد عام. وأضاف: «في ظل التطورات الإعلامية المتلاحقة والثورة المعلوماتية والتقنية، وما أفرزته من روافد ومصادر متعددة، ووسائل إعلام متنوعة، أصبح الخبر وصدقيته كل شيء، لذا تحرص (واس) على أن تكون الصدقية لدى المتلقي والقارئ في وقت قياسي، على ألّا تفرق بين الوسائل التقليدية والجديدة، إذ أصبحت واحدة». وأكد أن «واس» تعمل باقتدار وكفاءة من أجل استيعاب ومواكبة الإعلام وأدواته وتطوراته المتسارعة، معرباً عن فخره بالشباب السعودي، الذين يتحدثون خمس لغات في (واس)، ولفت النظر إلى أن (واس) ستزيد خلال الأشهر المقبلة عدد اللغات الحديثة، من أجل زيادة حضور المملكة في أكثر من محفل عالمي. وأوضح رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين، في كلمة ألقاها، أن مبنى «واس» يقع على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويتكون من أجزاء عدة، أولها يتألف من 10 طوابق تضم الإدارات الإخبارية بتخصصاتها المتنوعة، ومكاتب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الوكالة ونائبه والشؤون الإدارية والمالية، وثلاث قاعات للاجتماعات تم تجهيزها بنظام الفيديو، والجزء الثاني يضم مركزاً إعلامياً يتألف من ثلاثة طوابق ومسرح يتسع ل380 مقعداً جُهز بنظم متطورة ومتكاملة للإضاءة والصوت والترجمة الفورية لثلاث لغات أجنبية، بجانب مبنى خاص للقسم النسائي، يتكون من طابقين للمكاتب الإدارية والتحرير، ومسجد، ومواقف للسيارات ومبان وغرف للخدمات المساندة. وأفاد بأنه «بفضل الله تعالى، ثم بالدعم المتواصل من الدولة، تبوأت وكالة الأنباء السعودية مركزاً بارزاً، ليس في المنظومة الإعلامية في المملكة العربية السعودية فحسب، بل وتمكنت من مضاهاة أعرق وكالات الأنباء في العالم، واستطاعت، على مدى ستة وأربعين عاماً، أن تضع لها بصمة في خريطة الإعلام من بين ما يزيد على مئتي وكالة أنباء في أنحاء العالم، وهي تبقى، رغم المنافسة المحتدمة التي أفرزتها ثورة التقنيات وتدفق المعلومات وتعدد وتنوع وسائل الإعلام، أبرز المصادر الرئيسة الآمنة للأخبار، انطلاقاً من التزامها بعناصر الصدقية والموضوعية والشفافية وأخلاقيات المهنة، التي ترفض الإثارة والإسفاف». ولفت الحسين إلى أن «واس» مرت بمحطات مضيئة في مسيرتها، من أبرزها قرار تحويل وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة سنة 1433ه، وهو ما فتح أمامها آفاقاً رحبة للتقدم، ووفر إضافات ومميزات على مستويات اتخاذ القرارات، وسرعة ومرونة تنفيذها، والتواصل والتفاعل بين القطاعات في ما يحقق حسن تنفيذ برامج العمل وخطط التطوير، وتولي «واس» لثلاث سنوات رئاسة أكبر وأوسع تجمع دولي لوكالات الأنباء، من خلال اختيارها لرئاسة المؤتمر الدولي لوكالات الأنباء في العالم، الذي عقد دورته الرابعة في الرياض أوائل عام 1435ه، بمشاركة حشد من رؤساء وكالات الأنباء وقيادات العمل الإعلامي في العالم، وممثلين عن كبريات المنظمات والمؤسسات المتخصصة في مجال الإعلام وتقنية المعلومات. وقال: «أولت «واس» اهتماماً خاصاً بتنمية كوادرها الوطنية، وَجَدَّتْ في صقلها وتدريبها، ولإدراكها أهمية العنصر البشري استحدثت مركزاً متخصصاً للتدريب يعنى بإعداد وتدريب وتهيئة منسوبيها الإعلاميين والفنيين، ويتولى أيضاً عقد برامج تدريبية لذوي الاختصاص في القطاعات الحكومية والمؤسسات الإعلامية داخل المملكة، وسيحظى بخطى تطويرية شاملة بدعم من رئيس مجلس الإدارة بعد انتقالنا إلى هذا المبنى، ومنها تحويله إلى معهد تدريبي». وواصل: «في هذا العام أطلقت «واس» أخبارها عبر ثلاث لغات، هي الروسية والصينية والفارسية، لتنضم إلى اللغتين السابقتين الإنكليزية والفرنسية، لتصل بأخبار المملكة عبر لغات العالم المختلفة، وهي الآن أمام مرحلة جديدة مع إنجاز المبنى الجديد، الذي زود بكل الإمكانات والتقنيات والخدمات المتكاملة، ليلبي حاجاتها الآنية والمستقبلية، ويوفر لمنسوبيها أرضية ملائمة ومناسبة للعمل، بما يحفز على المزيد من العمل الجاد وبذل الجهد للاضطلاع بالمسؤوليات والمهمات المنوطة بهذا الجهاز الإعلامي، وأداء دوره ورسالته في خدمة هذا البلد المعطاء ومواطنيه، ومواكبة لما تشهده بلادنا، بفضل الله، من تحولات متسارعة نحو الرقي والتنمية». بعد ذلك شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن تاريخ نشأة وكالة الأنباء السعودية، والمراحل التطويرية التي مرت بها على مدى أكثر من 45 عاماً، حتى انتقلت إلى المبنى الجديد وما يضم من وسائل وتجهيزات تقنية حديثة تسهم، بعون الله تعالى، في تهيئة بيئة العمل الناجحة لتعزيز مهمات (واس) إعلامياً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. بعدها دشن وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل الطريفي مبنى (واس)، ثم شاهد الحضور عرضً مرئياً لمكونات المبنى ومكاتبه الإداريّة، وأقسامه التحريرية، والفنية.