استبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته أثينا اليوم، بالدعوة إلى «حوار منصف ومتكافئ» بين بلاده والاتحاد الأوروبي، كما حض الجانبين على إقامة «تحالف في قطاع الطاقة». ويلتقي بوتين اليوم الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، وسيشارك غداً في احتفالات بالذكرى الألف للوجود الروسي في جبل آثوس شمال اليونان، والذي يُعتبر من أقدس الأماكن للمسيحيين الأرثوذكس. واليونان وقبرص من دول في الاتحاد الأوروبي ترتبط بعلاقات وثيقة مع موسكو، خصوصاً أن روسيا هي المورّد الرئيس للغاز إلى اليونان. لكنهما ملتزمتان بالعقوبات التي فرضها الاتحاد على موسكو عام 2014، لتورطها بالنزاع الأوكراني وضمّها شبه جزيرة القرم. وتنتهي مدة العقوبات المفروضة على قطاعات المصارف والدفاع والطاقة في تموز (يوليو) المقبل، وسيتطلّب تمديدها تصويتاً بالإجماع. ويتوقّع أن يناقش قادة الاتحاد الأمر الشهر المقبل، علماً أن وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني كان رجّحت الأسبوع الماضي تمديد العقوبات. ووَرَدَ في مقال لبوتين نشرته صحيفة «كاثيمريني» اليونانية: «نقطة الانطلاق بالنسبة إلى روسيا، هي الحاجة إلى إقامة حوار منصف ومتكافئ بوصفنا شركاء مع الاتحاد الأوروبي في شأن قضايا، بدءاً من تبسيط إجراءات التأشيرة وانتهاء ببناء تحالفات في الطاقة». لا توجد أي مشكلة لا يمكن حلّها». وأضاف: «علاقاتنا مع الاتحاد لا تواجه أي مشكلة لا يمكن حلّها. ومن أجل العودة إلى الشراكة المتعددة الأوجه، علينا أن ننبذ المنطق المعيب لنهج العلاقات الأحادية. على كل جانب أن يأخذ في الاعتبار آراء الجانب الآخر ومخاوفه». ونبّه إلى أن «ضمان مكانة قوية للقارة العجوز في الواقع الدولي الجديد، ليس ممكناً إلا من خلال تضافر طاقات كل الدول الأوروبية، وبينها روسيا». وأعلن بوتين أن موسكو التي ترتبط بخطط خصخصة لم تكتمل في قطاعَي الطاقة والنقل اليونانيَّين، تريد تعزيز تعاونها مع أثينا، وزاد: «مسألة نقل موارد الطاقة لدينا عبر الممرات الجنوبية إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، ما زالت على جدول الأعمال». وأشار إلى ان روسيا ما زالت مهتمة بمناقصات متعلقة بشبكة القطارات اليونانية وميناء ثيسالونيكي. إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير محادثات في ليتوانيا ولاتفيا ركّزت على قمة للحلف الأطلسي ستُنظم في وارسو في تموز (يوليو) المقبل. وتضغط دول البلطيق من أجل مواصلة العقوبات على موسكو، لكن دولاً بينها إيطاليا والمجر تشكّك في جدوى الأمر. وقال شتاينماير لوكالة «بالتيك نيوز سيرفس» للأنباء، إن الغرب يحتاج إلى حوار مع روسيا ل «إعادة بناء» الثقة المفقودة و «خفض أخطار الانجرار إلى تصعيد» ومعالجة أزمتَي سورية وليبيا. وأضاف: «ندرك أن دولاً في الاتحاد زادت مقاومتها لتمديد العقوبات على روسيا. والاتفاق على موقف مشترك في شأن هذه القضية سيكون أصعب الآن، بالمقارنة مع العام الماضي». وشدد على أن العقوبات «مرتبطة في شكل وثيق» باتفاق مينسك للسلام في شرق أوكرانيا. في السياق ذاته، أعلنت تشيخيا وهنغاريا وبولندا وسلوفاكيا أنها سترسل 600 جندي إلى أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، من أجل مساعدة «حلفاء وأصدقاء البلطيق الذين لديهم مخاوف أمنية» من روسيا.