توقعت الاختصاصية في علم الاجتماع وسام حسام الدين أن يتقبل المجتمع السعودي عمل المرأة في مهن عدة مستقبلاً مستشهدة بتقبله ممارستها لمهنة «الكاشير» وبيع الملابس النسائية وصيانة أجهزة الجوال على رغم رفض المجتمع لها وبشدة سابقاً وذلك في معرض تعليق لها على السجال المحتدم بين المؤيدين والمعارضين لتخريج دفعة من النساء السعوديات في مجالات صيانة الكهرباء والسباكة أمس (الخميس) والذي سرعان ما بلغ صداه المواقع الافتراضية. وكانت إدارة التدريب التقني للبنات التابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني احتفلت أمس في المسرح الرئيس بمقر التدريب التقني للبنات ب33 خريجة سعودية، مثلن أول دفعة على مستوى المملكة لبرنامج صيانة الكهرباء والسباكة وإعداد تقارير الأعطال بعنوان: «نحو آفاق جديدة»، وذلك بالتعاون مع الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية ضمن منح برنامج الأميرة مشاعل بنت خالد التنموي التابع لمؤسسة الملك خالد الخيرية وبمساهمة من الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان). وقالت حسام الدين ل«الحياة»: «الشواهد كثيرة على إثبات المرأة السعودية مدى جدارتها وأهليتها في مزاولة الأعمال التي تسند إليها، مثل نجاحها في عمل المصانع ومهنة التمريض»، لافتة إلى أن الإقبال عليها في تزايد مستمر، نافية اعتبار مزاولة المرأة لمثل هذه المجالات عيباً. وأكدت أن عمل المرأة فرصة لها حتى تحقق ذاتها وأحلامها، كما أنه باب للرزق الشريف، مشترطة ألا تكون سبباً في «إهانة كرامتها أو أن يعرضها للتحرش». وحفل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالعديد من التعليقات الرافضة والمؤيدة، وحتى الساخرة، وعلق المعرف باسم الخليجي البحراني قائلاً: «أهم شي لا يلعبون رياضة ولا يسوقون سيارات والباقي يهون»، فيما أورد آخر بسخرية: «يعني ذلك نمسح رقم البنغالي»، فيما استمرت السخرية ليقول أحد المعلقين: «احترنا معكم مرة يبيعون ملابس داخلية، ومرة سباكات وغيره»، وتناول آخر الخبر: «لم يتبقَ سوى تخريجهن في ميكانيكا سيارات وأعمال البناء و«سفلتة» الطرق». وفي المقابل بارك كثيرون هذه الخطوة، لافتين إلى أنها فكرة للاستفادة منهن في سكن الطالبات والجامعات والممرضات وأفرع المصارف النسائية، مؤكدين أن العمل شرف ومتعة وفائدة، متمنين لهن التوفيق. فيما تساءل آخرون عن مجالات العمل التي تتاح لهن، وهل سيعملن بالعباءة التي تسترهن، ولكنها لا تتوافق مع هذه النوعية من الأعمال. والخطيب: عمل المرأة قضية ثقافية اعتبرت أستاذة الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتورة سلوى الخطيب أن عمل المرأة قضية ثقافية، وأن المجتمع هو من يحدد نوع العمل للمرأة، وقالت ل«الحياة»: «عمل المرأة قضية لا تعتمد على تصنيف بيولوجي، بل إن هناك نساء أقوى من الرجال». وأضافت: «هناك مجتمع يسمى «مجتمع الجمع والالتقاط» وهو من المجتمعات القديمة كانت المرأة فيه تشارك الرجل في جميع المهن، إلا أن فكرة أن عمل المرأة يقتصر على الأعمال المنزلية والأولاد رسخت في فترة من الفترات وأصبحت هي السائدة». وواصل: «من المؤسف أن مجتمعنا ينظر إلى الأعمال الحرفية نظرة دونية وهي ممارسة من الرجل، فما بالك إذا قامت بها المرأة؟! وأكملت: ما الذي يمنع عمل المرأة في جميع المهن مادامت مهنة شريفة، ولديها رغبة ومهارة، وطالما أنها محمية من التحرش في ظل قانون يحميها؟ فلا شيء يعيبب عمل المرأة في أي مجال. وتتوقع أن المرأة ستخوض المجالات المهنية كافة».