«الفوز» لم يكن سهلاً بالنسبة إلى بطل المملكة، الأول عالمياً، في مسابقة الخوارزمي للرياضيات محمد ثنيان الشنبري أن يحصل على هذا اللقب، فأحلامه التي غرستها أسرته في داخله تحققت، كما يقول: «فعلاً كل أحلامي صارت حقيقة، فبعد ثلاث ساعات من مراحل الاختبار عالمياً مع مجموعة من المتأهلين نادوا باسمي أمام الجميع، ولم تسعني الفرحة، فصعدت بسرعة على خشبة المسرح، والجميع يصفق لي بقوة، ورفعت علم وطني بكل فخر وسعادة». ويضيف: «كانت بدايتي مع الخوارزمي للرياضيات منذ المرحلة التمهيدية، ودرست في الروضة منذ كان عمري ثلاثة أعوام، تخرجت منها وأنا أعرف القراءة والكتابة وأحفظ «جزء عم» كاملاً، والتحقت بروضة الندوة، وكان فيها صف للخوارزمي، ثم بدأت قصتي مع الأرقام في شكل جدي، ثم التحقت بمدارس الأندلس الابتدائية، وفي الفترة المسائية بالمدرسة الخاصة بالخوارزمي». حين حقق محمد بطولة المملكة منحته وزارة التربية وسام التميز على منطقة الطائف، وبعد عودته من الهند تم تكريمه من مدارس الأندلس، والتقى محافظ الطائف، وتبادلوا كلمات الإعجاب والثناء، في حضور مدارس الجوفوجدة ومدير مدارس الأندلس الشيخ عبدالغني الخريجي، ومدير مدرسته حسين الحمياني. ويقول عن الخوارزمي: إن اسمها الرياضيات الذهنية؛ عبارة عن مستويات تبدأ بالمستوى الأول، وكل مستوى أتفوق فيه حتى وصلت إلى المستوى السادس، ثم حصلت على المركز الأول على مستوى الطائف، ثم تأهلت للمنافسة على مستوى المملكة، وحصلت على بطولة المملكة، ثم انتقلت إلى مدينة تشينغهاي في الهند وحققت المركز الأول على مستوى العالم. ويفخر الشنبري كثيراً بأسرته التي دعمته وشجعته، يقول: «أنا وأسرتي جداً فرحون، وهي المرة الأولى التي أسافر فيها خارج السعودية، وكنا نمثل المملكة أمام دول العالم، والمسابقة جداً قوية، ومعنا الصين وأستراليا، والحمد الله حققت المركز الأول، وكنت سعيداً جداً بما حققت، وفرحاً لمّا رأيت أول علم في القاعة علم السعودية، ولم تواجهني أية صعوبات، وإذا واجهتني فأمي تساعدني وتقف إلى جانبي وتخفف كل شيء، ودائماً تجعلني فرحاً وتدعمني طوال الوقت». ويحب محمد شكر والدته، التي شجعته وزرعت في داخلة حب التعلم وحب الرياضيات الذهنية، وروح الحماسة لتحقيق البطولات العالمية، وجميع المعلمين الذين اهتموا كثيراً بتعليمه، وأقاربه، وكل فرد من أسرته، فالكل يردد له «استمر ولا تتوقف». وأخيراً ينصح كل أم بأن تدرب طفلها على جدول الضرب بالعربي والإنكليزي منذ مراحله الأولى التمهيدية، فهذا يجعله طفلاً نابغاً ذكياً.