طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب - تظاهر مئات الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في طهران أمس، مرددين شعارات مناهضة لباريس والرئيس نيكولا ساركوزي، احتجاجاً على «دعمهم» «مجاهدين خلق» أبرز منظمة معارضة للنظام الإيراني في المنفى، والتي نظمت السبت الماضي تجمعاً ضخماً قرب باريس. وجاءت التظاهرة التي نظمتها «رابطة العدالة» التي تضم عائلات ضحايا هجمات نفذتها منظمة «مجاهدين خلق»، في الذكرى ال29 لتفجير «مجاهدين خلق» مقر الحزب «الجمهوري الإسلامي» في طهران في 28 حزيران (يونيو) 1981، ما أدى الى مقتل رئيس السلطة القضائية آنذاك محمد الحسيني بهشتي و72 قيادياً إيرانياً. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن المتظاهرين رشقوا السفارة بزجاجات بلاستيكية وبيض، لكن منظمي التظاهرة دعوا الى التوقف عن ذلك. وأشارت الى انتشار مئات عناصر الشرطة، فيما أُغلقت المنافذ المؤدية الى السفارة. وحمل المتظاهرون صور «شهداء» قضوا في هجمات ل»مجاهدين خلق»، ويافطات تطالب بطرد أعضاء المنظمة، وتطالب الحكومة الفرنسية بتسليم عناصرهم الى السلطات الإيرانية. وكُتب على اليافطات باللغتين الفارسية والإنكليزية: «ندين دعم فرنسا لسياسات الولاياتالمتحدة العدائية والمناهضة لإيران» و»اخجل يا ساركوزي» و»الموت للكيان الصهيوني ولفرنسا الداعمة لزمرة المنافقين» و»فرنسا متواطئة مع جرائم المنافقين». وردد المتظاهرون هتافات «الموت لفرنسا» و»الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل» و»الموت لبريطانيا» و»الموت للمنافقين» (أي مجاهدين خلق). وأفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) بأن المتظاهرين أحرقوا أعلاماً فرنسية، ونقلت عن رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني فاطمة عليا قولها ان «عائلات الشهداء غاضبة من الحكومة الفرنسية»، فيما أوصى رئيس «لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية - الفرنسية» حسن كامران «صانعي السياسة الفرنسية بوقف دعمهم المنافقين». وأصدر المتظاهرون بياناً دان «أي دعم غربي» للمنظمة، داعياً الى محاكمة قادتها. في الوقت ذاته اعتبر مرشد الجمهورية علي خامنئي، بهشتي «إنساناً منطقياً ومسلماً حقيقياً ومؤمناً مخلصاً خدوماً». وقال خلال لقائه رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني والعاملين فيه وعائلات ضحايا تفجير مقر الحزب «الجمهوري الإسلامي»، ان «استشهاد بهشتي واخوانه أدى الى تعزيز قوة أركان نظام الجمهورية الإسلامية، على رغم أن استشهاد هذه الكوكبة كان حادثاً مروعاً لنظامنا الإسلامي الفتي». واعتبر خامنئي القضاء «إحدى المؤسسات الحساسة جداً في النظام»، داعياً إياه الى «عدم الانحراف عن جادة العدل والإنصاف وعدم التأثر بالأجواء السياسية للتيارات المختلفة والصحف ووسائل الإعلام الأجنبية». وزار وفد من عائلات ضحايا تفجير مقر الحزب «الجمهوري الإسلامي» رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني الذي اعتبر ان «الأعداء تنوّعوا، وتسلل إلى صفوفنا أعداء تنكّروا بوصفهم أصدقاء». وقال: «الآن في وضع نحتاج فيه الى الوحدة أكثر من السابق، بعض الأيدي المرئية وغير المرئية تقرع طبول الانقسام».