يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما قمة في واشنطن اليوم، تتناول «مروحة واسعة من القضايا بينها أمن الخليج وعملية السلام في الشرق الاوسط»، بحسب تأكيد مسؤول أميركي ل «الحياة». وقال المسؤول ان القمة تتطرق ايضا الى تعزيز العلاقات والشراكة بين البلدين الحليفين. وكان الملك عبدالله بدأ امس زيارة رسمية للولايات المتحدة تستمر يومين، هي الاولى منذ وصول أوباما الى البيت الأبيض. ووصف مسؤول في البيت الأبيض ل «الحياة» القمة بأنها «محورية» مشيراً الى تقدير الرئيس اوباما الكبير لجهود خادم الحرمين ل «تعزيز الصداقة العميقة بين الدولتين». وقال المسؤول أن أوباما «يتطلع الى البحث مع الملك عبد الله في تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا عدة تشكل مصدر قلق مشترك، بينها أمن الخليج وعملية السلام ومسائل اقليمية وعالمية أخرى». ونوه بجهود خادم الحرمين على صعيدي «الإصلاح ومكافحة الإرهاب»، مؤكدا أن «الولاياتالمتحدة تكن الكثير من التقدير للسعودية كصديق قريب وحليف»، وأن «الأمتين اتحدتا في شراكة مستديمة وديناميكية تستند الى الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة»، ومشيراً الى انه «عبر السنوات، تعمقت صداقتنا وتوطدت أواصرها بما يحقق الأمن والازدهار للبلدين». وكان الزعيمان التقيا على هامش قمة العشرين في تورونتو أول من امس كما سبق ان التقيا على هامش قمة مماثلة في لندن في نيسان (أبريل) الماضي. كما التقيا لاحقا في السعودية خلال استضافة الملك عبد الله لأوباما في مزرعته في الجنادرية. وقال مدير قسم الشرق الأوسط في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» جون ألترمان ل «الحياة» أن أهمية الزيارة تكمن في «عمق العلاقة السعودية - الأميركية» واشتمالها على عدد من القضايا أهمها «مكافحة الانتشار النووي والاقتصاد العالمي وعملية السلام ومحاربة الارهاب»، وكون هذه الزيارة سترسخ «الصداقة بين الحليفين» التي نشأت منذ عقود، ودشنها لقاء الرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفلت مع الملك عبد العزيز بن سعود. وسيبحث الجانبان في الملف النووي الايراني وفي عملية السلام وضرورة الضغط على اسرائيل لانقاذ فرص السلام. ويشدد المسؤولون الأميركيون على تقدير أوباما البالغ للقيادة السعودية في الدفع نحو السلام وعبر المبادرة العربية للسلام التي أطلقها خادم الحرمين في العام 2002 وتنص على مبدأ انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي المحتلة في 1967 مقابل السلام. ومن المقرر أن يلتقي خادم الحرمين ايضا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعد قمة البيت الأبيض. ويضم الوفد المرافق للملك وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود ووزير المال إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير الثقافة والاعلام عبدالعزيز خوجة وعدداً من مستشاري الملك. وكان الملك عبدالله أكد، خلال مشاركته في قمة العشرين، «أهمية إصلاح الأنظمة المالية من أجل تفادي وقوع الاقتصاد العالمي في أزمات مماثلة في المستقبل»، مشيراً إلى «أن تطبيق أنظمة إشرافية ورقابية قوية يعد بديلاً أنسب عن فرض ضرائب على المؤسسات المالية»، ومؤكدا «أن قدرة النظام المالي في المملكة العربية السعودية على الصمود تعززت على مدار السنوات الماضية بفضل الإجراءات الصارمة والرقابة الاستباقية». كما أشار إلى أن السعودية اتخذت عدداً من الإجراءات في مجال السياسة المالية العامة والسياسة النقدية لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وطالب خادم الحرمين «الدول المستهلكة للنفط بالتعاون مع الدول المنتجة لضمان استقرار الأسواق وأمن الطلب والإمدادات لأهمية ذلك في ضمان تدفق الاستثمارات المطلوبة في الطاقة الإنتاجية». وشدد على «أهمية دعم الدول النامية، خصوصاً الفقيرة، والتي تضررت جراء الأزمة»، مشيرا الى «أن المملكة عملت جهدها على مساعدتها في تخفيف وطأة الأزمة العالمية عليها من خلال زيادة مساعداتها التنموية والإنسانية الثنائية والمتعددة الأطراف، ودعم تعزيز موارد بنوك التنمية الإقليمية والمتعددة الأطراف».