قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انه لم يسمع من الجانب الإسرائيلي ما يشجعه على مواصلة المفاوضات. وأضاف الرئيس في رده على سؤال ل «الحياة» في شأن المقترحات والأفكار التي حملها المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في زياراته السابقة التي بلغ عددها 19 قائلاً: «حتى الآن لم نسمع أي اقتراحات من الجانب الإسرائيلي، ونتمنى أن نسمع منهم شيئاً، ولكن لم نسمع ما يشجع على المضي في المفاوضات، ولكن سنرى ما سيأتي به ميتشل خلال الجولة المقبلة». وكان الرئيس عباس يجيب على أسئلة الصحافيين لدى قيامه بجولة في ضاحية الريحان، وهي ضاحية سكنية جديدة قرب رام الله يقيمها صندوق الاستثمار الفلسطيني. وقال عباس إن ميتشل سيزور رام الله الخميس المقبل، وانه ينتظر أن يستمع منه الى إجابات على الأسئلة التي وجهها له في اللقاءات السابقة في ملفي الحدود والأمن. وأضاف «إذا كان هناك أي إجابات إيجابية من الجانب الإسرائيلي فسيكون أمراً جيداً يشجعنا أن نذهب الى المفاوضات المباشرة»، مكرراً: «لم نسمع منهم شيئاً يشجع على المضي قدماً في المفاوضات». وكشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يبدي أي تعاون مع جهود جورج ميتشل، وانه لا يقدم أية إجابات على الأسئلة التي يوجهها له في ملفي الحدود والأمن الجاري بحثهما في المفاوضات غير المباشرة، التي يجريها الأخير بين الجانبين. وقال المسؤول: «وجه لنا ميتشل أسئلة حول رؤيتنا للحدود والأمن، وقدمنا له أجوبة عليها، ووجه ذات الأسئلة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكنه لم يقدم له أية أجوبة». وقال المسؤول الفلسطيني إن نتانياهو يلقي بكل ثقله من أجل الدخول في المفاوضات المباشرة، وانه يضغط على الجانب الأميركي لهذا الغرض. وأضاف: «في كل مرة يأتي إلينا ميتشل يقول إن نتانياهو يمتنع عن الإجابة على الأسئلة التي وجهناها له في شأن الحدود والأمن، ويقول انه مستعد للتفاوض على هذه القضايا الحساسة عندما يجلس المفاوضون من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة مفاوضات واحدة، لأن الأمر – والكلام لنتانياهو- في حاجة الى تفاوض أكثر منه إجابات». لكن المسؤول أكد أن الرئيس الفلسطيني يرفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع نتانياهو من دون حدوث تقدم حقيقي في المفاوضات غير المباشرة. وأضاف: «نحن نعلم جيداً أن المفاوضات بالنسبة لنتانياهو ليست سوى عملية يستخدمها للإيحاء لخصومه محلياً ودولياً انه منخرط في عملية السلام، لكنه في الحقيقة يمارس برنامجاً آخر مختلفاً، وهو برنامج الاستيطان». وكان الرئيس عباس اشترط للعودة الى المفاوضات وقف الاستيطان بصورة كاملة بما فيه «النمو الطبيعي» في المستوطنات. وبعد تعرضه لضغوط أميركية وافق على إجراء مفاوضات غير مباشرة بواسطة المبعوث الأميركي لمدة أربعة شهور يصار بعدها إما الى وقف المفاوضات، في حال مواصلة الاستيطان وعدم حدوث تقدم، أو الانتقال الى المفاوضات المباشرة في حال حدوث تقدم. وبدأت المفاوضات غير المباشرة في أيار (مايو) الماضي وتنتهي في أيلول (سبتمبر) المقبل.