قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في بنغلادش شهريار علام، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يحاول ركوب موجة تطرف ديني بادعائه المسؤولية عن سلسلة من عمليات القتل في البلاد، مضيفاً أن هناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى تورط مجموعات متشددة محلية. ويقول محللون إن التنظيم المتطرف، وبعد خسائره الميدانية في العراق وسورية وجفاف موارده المالية، ربما يحاول الحصول على بيعة جماعات في بلدان مثل ليبيا ومصر وبنغلادش بحيث يوجه المتطرفين لشن هجمات في الداخل وبكلفة أقل. لكن علام قال في إن ما من جهاز أمني، محلياً كان أو أجنبياً، رصد وجود «داعش» في البلاد. وأضاف في مقابلة مع «رويترز» أمس (الثلثاء)، أن «تلك المزاعم (بالمسؤولية عن القتل) كاذبة بالقطع. لكننا اتفقنا مع شركائنا بألا نجادل في شأنها فهذا يبعث برسالة خاطئة». وتأتي تصريحات علام بعد أيام من إعلان وفد من الاتحاد الأوروبي وجود تهديد غير مسبوق لحقوق الإنسان وحرية التعبير في بنغلادش، وحضّه داكا على مواجهة التحدي لحماية سمعتها الدولية. ومنذ شباط (فبراير) من العام الماضي، شهدت بنغلادش ذات الغالبية المسلمة مقتل 26 شخصاً على الأقل. وأعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن عدد من عمليات القتل في حين أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن 17 عملية من ذلك النوع منذ أول إعلان للمسؤولية عن عمليات اغتيال في بنغلادش في أيلول (سبتمبر) الماضي، وفقاً لموقع «سايت» الذي يتتبع بيانات الجماعات الإسلامية المتشددة ويقع مقره في الولاياتالمتحدة. وقال علام إن هذه محاولة «لركوب الموجة»، من دون أن يكون التنظيم المتشدد ضالعاً في الأمر على الإطلاق. وقال: «نحن نعرف من سورية أنه لا توجد مثل هذه الأرضية المشتركة بين القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. لا يمكن أن يكونا على نفس الضفة. ولكن المضحك أنه في بعض الحالات أعلن كل من الجماعتين مسؤوليته عن نفس الأحداث». وقالت الحكومة إن جماعة «أنصار الله» وجماعة «مجاهدي بنغلادش» وراء الهجمات وذلك في إطار مساعيهما لإقامة دولة إسلامية تطبق أحكام الشريعة. وقال علام إن «التطرف الإسلامي العنيف كسب الكثير» في أنحاء العالم. وأضاف أن «السؤال هو: هل بنغلادش عرضة للخطر؟ بنغلادش عرضة للخطر دائماً بسبب مستوى التعليم المنخفض وقلة فرص العمل. ولكن حتى هذه اللحظة لم تتمكن المنظمات الراديكالية العالمية والجماعات الإرهابية من ترسيخ أي وجود لها في بنغلادش... فما بالكم بجعلها قاعدة لها؟».