حظي النمو الكبير الذي تشهده الساحة الإعلامية المصرية، بتزايد أعداد القنوات الفضائية الخاصة، بورشة عمل ناقشت ما إذا كانت تلك الزيادة، التي يبدو أنها ترسم شكلاً جديداً للعمل الإعلامي في مصر والمنطقة، ستسهم في إعادة المجد للإعلام المصري. وبدأ الورشة مدير مكتب الجزيرة في القاهرة الإعلامي حسين عبدالغني، وتحدث فيها كل من رئيس شبكة تلفزيون الحياة محمد عبدالمتعال، والإعلامي في قناة المحور معتز الدمرداش، ورئيس شبكة قنوات النيل الفضائية المتخصصة أسامة الشيخ، والرئيس التنفيذي لقناة O TV ياسمين عبدالله، وطرح أسامة الشيخ سؤالاً حول ماهية الإعلام وهل يعد صناعة أم رسالة؟ وسرد الشيخ المنعطفات والنقلات النوعية التي أثرت في المشهد الإعلامي الخاص في المنطقة بشكل عام، اذ أكد أن مدن الإنتاج الإعلامي والأقمار الاصطناعية العربية ومعاهد التدريب الإعلامي أسهمت بشكل كبير في تلك الطفرة الإعلامية في الوطن العربي. وعبّر الشيخ عن رأيه في عدم مواكبة الإعلام المصري لهذا التطور على رغم أنه كان له السبق في بناء البنية التحتية الأساسية من أقمار اصطناعية وكوادر فنية ومدينة إنتاج إعلامي، وعزا هذا التراجع إلى عدم وجود محاولات جدية لخلق إعلام خاص. وبدوره تحدث محمد عبدالمتعال، الذي وافق على فقدان الإعلام المصري بعض بريقه ورونقه، ولكنه لم يفقد مكانته فهو كالمعدن الأصيل الذي يستعيد بريقه ما ان يمسح عنه الغبار. كما أكد الدور الرئيسي الذي يلعبه التجدد كأحد العوامل الرئيسية للنجاح في أي من مجالات الإعلام. أما ياسمين عبدالله فأكدت أن إنشاء قناة OTV جاء بغرض المساهمة في استعادة المجد الإعلامي للقنوات المصرية، اذ حرصت القناة على ضخ دماء جديدة في الإعلام المصري عن طريق تدريب وتأهيل وتوظيف مجموعة من الشباب ذوي المهارات الإعلامية، وكان لياسمين رأي خاص في تعدد وزيادة القنوات الفضائية الخاصة اذ وجدت أن تلك الظاهرة تعد تطوراً سلبياً وذلك نظراً لأن حجم الاستثمارات التي تتطلبها إدارة أي قناة فضائية يصل إلى ملايين الدولارات في ظل النمو وتوسع السوق. وجاء معتز الدمرداش ليعبر عن وجهة نظره التي لا تتفق مع عنوان ورشة العمل، اذ أكد أن الإعلام المصري لم يكن له مجد ليستعيده، بل إنه يعمل حالياً على صنع مجد جديد، كما أوضح أن الإعلام المصري لا يتنافس مع غيره من الدول الأخرى بل هو في منافسة حقيقية مع نفسه ومع ما سماه الإعلام الحكومي. وفي ختام ورشة العمل شارك جانب من الحضور بآرائهم، اذ تقدم الكاتب والصحافي فهمي هويدي منتقداً اختزال المجد الإعلامي المصري في الفضائيات، اذ أكد أن الإعلام المصري بصحافته وإذاعته كان له التأثير الأكبر على الوطن العربي، في حين أن الإعلام التلفزيوني لم يكن له مجد.