وقعت السعودية وكوريا الجنوبية في جدة اليوم (الأحد)، مذكرتي تفاهم وبرنامج عمل وبرنامجاً تنفيذياً بين حكومتي البلدين بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس وزراء الكوري الجنوبي هوانغ كيو آن. وجرى توقيع مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين. كما وقّع الجانبان على برنامج تنفيذي للتعاون في المجال البري بين وزارة النقل السعودية ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل في كوريا الجنوبية. وأقرّ البلدان برنامج عمل في مجال جذب الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في السعودية ووزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية. وافقا أيضاً على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة الجريمة. وكان خادم الحرمين استقبل في قصر السلام في جدة اليوم رئيس الوزراء الكوري الجنوبي. وعقد خادم الحرمين جلسة مباحثات رسمية مع كيو آن، عرضا خلالها العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تنميتها وتعزيزها بالإضافة إلى عرض تطورات الأحداث في المنطقة والعالم. إلى ذلك، قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية هوانغ كيو آن اليوم (الأحد) أن قيمة العقود والمشاريع التي تنفذها شركات بلاده في السعودية تصل إلى 56 بليون ريال. ونوه كيو آن خلال لقاء عقده اليوم في «غرفة جدة» بالاتفاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين الشركات السعودية والكورية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مختلف المجالات وتنظيم زيارات الوفود الاقتصادية بين البلدين. وأشار إلى «غزارة» الفرص الاستثمارية في السوق السعودية، التي تستند على «قاعدة اقتصادية قوية»، لافتاً إلى ما يجري في إطارها من تنفيذ مشاريع اقتصادية حيوية «عملاقة»، وداعياً مجتمع الأعمال السعودي إلى الإفادة من الخبرات الكورية في مشاريع البنى التحتية ومجالات الصحة وتنمية القوى البشرية والطاقة النووية، والاستثمار في المجالات الصناعية والتقنية والمنتجات الغذائية والملابس والآلات وقطع غيار السيارات، إلى جانب صناعات تقنية المعلومات وأنظمة الأمن. وأشاد رئيس الوزراء الكوري بالمعارض التجارية التي ينظمها البلدان للتعريف بمنتجاتهما ومنتديات الأعمال، متطلعاً لأن تساهم مثل هذه الزيارات في طرح مجالات جديدة لبناء شراكات استثمارية واعدة بهدف «تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين بما يرقى لمستواهما على الخريطة التجارية والاقتصادية والصناعية». وقال وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي أن العلاقات السعودية - الكورية الجنوبية في «تطور ورقي وسط عزم قيادة البلدين على تطوير وتيرة استمرارها في الوقت الذي يشترك البلدان في اتفاقات عدة ترقى إلى حجمهما الاقتصادي»، منوهاً بتذليل وزارة التجارة والاستثمار الصعاب أمام المستثمرين وتسهيل كل السبل لدعم التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. وأكد رئيس مجلس إدارة «غرفة جدة» صالح كامل أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي مع كوريا الجنوبية التي تشهد «نمواً اقتصادياً كبيراً جعلها أحد أهم الدول الصناعية في العالم على مدار العقد الأخير»، معتبراً غرفة جدة «شريكاً رئيساً في العمل على زيادة توسيع وتنويع رقعة آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين القطاعات الخاصة الكورية والسعودية». وشدد على ضرورة التعاون على فتح مجالات أوسع تسمح بنقل التقنية الكورية المتطورة إلى قطاعات صغيرة عدة، خصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، لافتاً إلى وجود خمسة آلاف موظف كوري في المملكة، معظمهم يعملون خبراء في شركات كورية وسعودية مشتركة تقيم مشاريع تنموية. ودعا رئيس «غرفة جدة» أصحاب الأعمال الكوريين الى «الدخول بقوة إلى السوق السعودية الأكبر في المنطقة، والإفادة مما توفره من فرص استثمارية كبرى في مجالات عدة»، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري والشراكة بين البلدين تكاد تخلو تماماً من وجود مشاكل تجارية تعيق التعامل بين أصحاب الأعمال. وقدّم من الجانب الكوري الجنوبي، نائب وزير التجارة والصناعة والطاقة هاو تيهي ونائب وزير الأراضي والإنشاءات شوي جينعهو ونائب وزير الخارجية كيم سنجنام، عروضاً حول فرص الاستثمار التي تتميز بها بلادهم، مسلطين الضوء على الأنظمة التي اتخذتها الحكومة في تطوير الاستثمارات الأجنبية وبناء شراكات مع دول عدة، وفي مقدمتها السعودية.