واصلت السلطات المصرية أمس انتشال حطام الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط في طريق عودتها من فرنسا، في وقت تجدد الجدل في شأن أسباب تحطم الطائرة التي كان على متنها 56 راكباً، إضافة إلى 10 من طاقمها، خصوصاً بعدما أكدت السلطات الفرنسية انبعاث دخان من داخل الطائرة قبل تحطمها، وهو ما رفضت القاهرة الجزم به، وبدا أن سلطات التحقيق في الحادث ستخوض مخاضاً عسيراً لكشف ملابسات الحادث، خصوصاً في ظل صعوبات تواجه فرق الإنقاذ للوصول إلى الصندوقين الأسودين للطائرة. وكانت هيئة سلامة الطيران الفرنسية أكدت أمس أن الطائرة «أرسلت إشارات حدوث أخطاء تشير إلى رصد دخان داخل الطائرة قبل سقوطها في البحر المتوسط». لكنها أوضحت أن «هذه الرسائل لا تسمح بأي شكل بالقول ما الذي يمكن أن يكون تسبب في انبعاث دخان أو نشوب حريق على متن الطائرة». غير أن وزارة الطيران المصرية رفضت «تأكيد رصد دخان على متن الطائرة المنكوبة». وبينما نشر الناطق باسم الجيش المصري صوراً أولى لحطام الطائرة المصرية المنكوبة، صرح مسؤول في شركة مصر للطيران بأن سلاح الطيران والبحرية المصرية «لا يزال يواصل البحث عن بقايا حطام الطائرة وجثامين الضحايا». وأعلنت مصر للطيران أنها استدعت «خبيراً أجنبياً في مجال حوادث الطائرات ومساعدة أهالي الضحايا لإطلاع أسر الضحايا على المستجدات في ما يخص العثور على أجزاء من حطام الطائرة وبعض الأشلاء». وأوضحت أن الخبير حضر الاجتماع الذي عقدته قيادات الشركة مع أهالي الضحايا في أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة، ونقل لهم مشاطرة مصر للطيران أحزانهم في هذا الموقف ومساندة الشركة لهم واهتمامها بإعطائهم معلومات صحيحة، وتم توضيح عملية جمع الأشلاء التي يمكن أن تحتاج إلى وقت طويل، ما يتطلب إجراء تحليل الحمض النووي، وهو امر يتطلب أسابيع من أجل التعرف على ذويهم. ووصل إلى مطار القاهرة الدولي صباح أمس 15 فرنسياً من أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة قادمين من باريس، وكان في استقبالهم عدد من مسؤولي السفارة الفرنسية في القاهرة حيث شكلت سلطات المطار فرقاً متخصصة من شرطة المطار والعلاقات العامة والجمارك لإنهاء إجراءات وصولهم، قبل اصطحابهم إلى أحد الفنادق التي خصصتها وزارة الطيران المدني لتجمع أهالي الضحايا بها. والتقى وزيرا الطيران شريف فتحي، والتضامن الاجتماعي غادة والي أسر الضحايا في مقر إقامتهم، وقدما خالص التعازي والمواساة لهم. وتلقى أمس الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد الذي أعرب عن خالص تعازي بلاده ومواساتها في ضحايا طائرة مصر للطيران. كما أعرب عن تضامن بلاده الكامل مع مصر في هذا الحادث الأليم، ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة مثل تلك الأحداث، في إطار العلاقات القوية والتعاون البناء المتميز الذي يجمع البلدين. وأعرب السيسي عن عميق شكره لولي عهد أبوظبي، ولمواقف الإمارات المشرفة والداعمة لمصر، مؤكداً أن مصر عهدت من الإمارات مواقف أصيلة تعكس أخوة حقيقية وصداقة وفية تتناسب مع العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، والتي يحرص الجانبان على تعميقها وتنميتها.