جوهانسبورغ- ا ف ب- يخوض المنتخب الارجنتيني اول اختبار حقيقي في سعيه لاحراز اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه عندما يواجه المكسيك اليوم الاحد على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ في الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب افريقيا وذلك في اعادة لمواجهتهما في الدور ذاته قبل 4 اعوام في المانيا. أنهت الارجنتين حاملة اللقب عامي 1978 على ارضها و1986 في المكسيك، الدور الاول بأفضل طريقة ممكنة حيث كشرت عن انيابها بتحقيقها 3 انتصارات متتالية بفضل خط هجومها الناري بقيادة نجم برشلونة الاسباني ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين متصدر ترتيب لائحة الهدافين برصيد 3 اهداف سجلها في مرمى كوريا الجنوبية. وستكون مواجهة المكسيك أول اختبار حقيقي لرجال المدرب دييغو ارماندو مارادونا على اعتبار انهم لم يواجهوا اي خطر حقيقي من منتخبات مجموعتهم الثانية امام نيجيريا وكوريا الجنوبية واليونان والاخيرة واجهوها في غياب 7 لاعبين اساسيين وعلى الرغم من ذلك تغلبوا عليها 2-صفر. وتكمن صعوبة المهمة امام المكسيك كونه الاخيرة كانت حجرة عثراء امام الارجنتين في الدور ذاته من النسخة الاخيرة في المانيا حيث احتاج الارجنتينيون الى التمديد لتخطي عقبة المكسيكيين بهدف رائع من مكسيميليانو رودريغيز في الدقيقة 98. كما ان المنتخب المكسيكي ظهر بوجه مشرف حتى الان في البطولة ونجح في التغلب على فرنسا وصيفة بطلة النسخة الاخيرة 2-صفر في الجولة الثانية قبل ان يخسر امام الاوروغواي صفر-1، وعلى الرغم من ذلك ضمن تأهله بفارق الاهداف عن جنوب افريقيا المضيفة. ويقف التاريخ الى جانب المنتخب الارجنتيني في مواجهاته للمكسيك لان الفوز كان حليفه 11 مرة في 25 مباراة جمعت بينهما حتى الان آخرها كان في الدور ذاته من النسخة الاخيرة في المانيا عندما عانت الارجنتين للفوز 2-1 بعد التمديد بهدف رائع لمكسيميليانو رودريغيز. والتقى المنتخبان مرتين في كأس العالم وكان الفوز من نصيب الارجنتين الاولى 6-3 في دور المجموعات عام 1930 والثانية 2-1 عام 2006. وحققت المكسيك 4 انتصارات على الارجنتين بينها انتصار واحد فقط في بطولة رسمية وكان 1-صفر في كوبا اميركا عام 2004 وهو آخر فوز لها عليها، فيما كانت الانتصارات الثلاثة الاخرى في مباريات ودية 2-1 عام 1967 و2-صفر عامي 1973 و1990. وانتهت 10 مباريات بين المنتخبين بالتعادل. ويبدو المنتخب الارجنتيني مرشحا بقوة لتخطي المكسيك بالنظر الى قوته الضاربة في خطي الوسط والهجوم بالاضافة الى الاسلحة الاحتياطية على دكة البدلاء والتي اكدت انها لا تقل شأنا عن الاساسيين عندما تألقت امام اليونان خصوصا دييغو ميليتو وسيرخيو اغويرو ومارتن باليرمو. والاكيد ان مارادونا الساعي الى لقبه الثاني بعد الاول كلاعب عام 1986، سيلعب بتشكيلته الاساسية التي خاضت المباراتين الاوليين امام نيجيريا وكوريا الجنوبية وسيستفيد من راحة نجومه هيغواين وتيفيز وخافيير ماسكيرانو وانخل دي ماريا وغابريال هاينتسه ووالتر صامويل وجوناس غوتييريز الموقوف. وتبقى الامال معلقة على ميسي الذي اشركه مارادونا في المباراة امام اليونان على الرغم من حسم التأهل حيث اعتبر غيابه "خطيئة" بل انه منحه شارة القائد ليصبح اصغر قائد في تاريخ المنتخب الارجنتيني. وتحسن اداء ميسي الذي احتفل بعيد ميلاده الثالث والعشرين اول من امس الخميس، مع منتخب بلاده في المونديال خلافا لمشواره معه في التصفيات حيث واجه انتقادات كثيرة من وسائل الاعلام المحلية كونه لا يظهر بالمستوى الرائع الذي يقدمه مع برشلونة. وصنع ميسي اهدافا لزملائه فيما لم يحالفه الحظ في التسجيل في اكثر من فرصة ردها له القائم. وقال ميسي "اتذكر جيدا تلك المواجهة، عانينا كثيرا للفوز، كم تمنيت وقتها ان العب لكن الفرصة امامي الان غدا وسأبذل كل ما في وسعي من اجل التألق والمساهمة في فوز سهل". وتابع "المكسيك منتخب قوي ويظهر دائما بمستويات رائعة امامنا والامر لن يختلف غدا لكننا مصممون على حسم النتيجة في صالحنا ومواصلة انطلاقتنا القوية في المونديال الحالي". واعتبر لاعب الوسط خيراردو تورادو مواجهة الارجنتين "مسألة حياة او موت. نعرف بان المنتخب الارجنتيني خصم صعب لكن اذا ركزنا جيدا في المباراة ستكون متوازنة. المكسيك ستكون خصما صعبا بالنسبة اليهم ايضا". ويعول المنتخب المكسيكي على صلابته الدفاعية وخط الوسط وهو يمني النفس بتعافي مهاجم ارسنال الانكليزي كارلوس فيلا ليشكل ثنائيا خطيرا مع جيوفاني دوس سانتوس في خط الهجوم بفضل سرعتهما ومراوغاتهما لزعزعة الدفاع الارجنتيني واستغلال اخطاء لاعبيه القاتلة. وكان فيلا تعرض للاصابة في المباراة امام فرنسا.