تورونتو - رويترز – تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة الثماني المنعقدة في مدينة هانفسيل الكندية بناء علاقات ودية بين بلديهما، بعد سنوات من الخلافات المريرة نتجت من مقتل العميل الروسي السابق الكسندر ليتفنيكو في لندن عام 2006. وقال ميدفيديف: «اتفقنا على ان العلاقات الثنائية تحتاج الى اهتمام شخصي من زعيمي الدولتين في ما يتعلق بالاقتصاد وباقي القضايا. ونحن مصممون على جعلها مثمرة ومكثفة بشكل اكبر»، علماً انه حتى قبل قتل ليتفنيكو ألقى تبادل اتهامات التجسس بين لندنوموسكو ومنح بريطانيا حق اللجوء السياسي لبعض المعادين للكرملين بظلال على العلاقات والتجارة المتبادلة. وغداة اختتام زيارة ميدفيديف لواشنطن، حيث التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما، رأى محللون ان الصور التي جمعتهما في مطعم للهامبرغر وتبادلهما النكات حول الهاتف الاحمر الذي كان احد رموز الحرب الباردة، أظهر الرغبة في تحسين العلاقات بين رئيسي الدولتين بعد سنتين من الحرب الروسية - الجورجية. وقال بول ساندرز، المحلل في مركز «نيكسون»: «اللقطات التي نشرتها وسائل اعلام تعكس تقدماً حقيقياً في العلاقات، والتي تحققت عبر ثلاثة نجاحات ديبلوماسية منذ عام 2008، اولها توقيع معاهدة «ستارت» الجديدة للحد من الاسلحة النووية، والثاني حصول واشنطن على دعم موسكو لفرض عقوبات دولية جديدة على ايران التي يشتبه الغرب بانها تريد امتلاك سلاح ذري تحت غطاء برنامج مدني، والثالث موافقة موسكو على التعاون في الجهود المبذولة في افغانستان عبر السماح بتحليق طائرات اميركية فوق اراضيها، والكف عن معارضة استخدام قاعدة «ماناس» الجوية في قرغيزستان». وعلى الصعيد الاقتصادي، ضاعف ميدفيديف الذي يريد تشجيع تحديث روسيا، نداءاته الى المستثمرين الاميركيين. واعتبر ستيفن سيستانوفيتش، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، ان رحلة ميدفيديف الى «سيليكون فالي» الاربعاء الماضي شكلت أهم محطة في زيارته. وتحدث ميدفيديف مرات خلال الزيارة عن نفاد صبر موسكو من قبول روسيا في منظمة التجارة العالمية، ونال تأكيداً جديداً لدعم اوباما. وقال بول سوندرز ان «رجل روسيا القوي الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين يبدو منذ شهرين اكثر ليونة من الماضي لاعادة اطلاق العلاقات الروسية - الاميركية». لكن هذا الخبير اشار الى ان هذا الموقف هش، موضحاً ان «جزءاً كبيراً من التقدم الذي تحقق نجم عن تغيير في الظروف لا في السياسات». وتعارض روسيا خصوصاً توسيع الحلف الاطلسي (ناتو) ليشمل اوكرانيا وجورجيا اللتين تعتبرهما موسكو منطقة نفوذ لها. واذ بات هذا المشروع غير مطروح اليوم فلأن الاوروبيين والسلطة الجديدة في اوكرانيا باتوا لا يرغبون به. أما الولاياتالمتحدة فلم تقل يوماً انها تخلت عن توسيع الحلف. كما تبنى اوباما بعد تعديلات، مشروع الرئيس السابق جورج بوش لنشر درع صاروخية لحماية الولاياتالمتحدة. لكن روسيا قالت انها تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة «ستارت» اذا شعرت بأن هذه المنظومة تهددها. وقال ستيفن كوهين من جامعة نيويورك ان «مفهوم منطقة النفوذ الذي يعارضه اوباما هو القضية الاساسية التي يمكن ان تهدد احياء العلاقات»، مشيراً الى ان حرب جورجيا «كانت قبل كل شيء رداً من موسكو على الغرب المتهم بقضم منطقة النفوذ الروسية على الصعيدين العسكري والاقتصادي». وسيشكل انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية الاختبار المقبل لاحياء العلاقات. ويأمل اوباما بحل الجزء الاكبر من المشكلة في مطلع الخريف. وقال بول سوندرز انه «لا يزال يجب تنفيذ الكثير في هذا الملف».