إن اختلاط الحامل مع القطط والكلاب، خصوصاً الضالة منها، قد يعرضها إلى الإصابة بمرض التوكسوبلاسموز الذي يسببه طفيلي يعد من أكثر المكونات المجهرية تأثيراً على الجنين لأنه يترك عواقب وخيمة لديه، مثل العمى، واستسقاء الرأس، وأبو صفار، وآفات في العينين، والتهاب العضلة القلبية، والخراجات، والتهاب الرئتين، ومشاكل عصبية، وموت الجنين، والإجهاض التلقائي وغيرها. إن ثلث النساء اللاتي اكتسبن عدوى التوكسوبلاسموز أثناء الحمل يمكن أن ينقلن العدوى إلى الجنين، أما النسبة الباقية فلا تصاب بها، ويعتبر عمر الحمل مهماً جداً في حدوث العدوى لدى الجنين وبالتالي تعرّضه إلى التشوهات الولادية. إذا أصيبت الأم بالتوكسوبلاسموز قبل وقوع الحمل بستة أشهر أو أكثر فلا خطر على الجنين. وإذا حدثت العدوى لدى الحامل خلال الستة أشهر السابقة للحمل فإن فرص عدوى الجنين تكون أكبر كلما كانت الفترة أقصر بين إصابة الأم بالعدوى ووقوع الحمل. أما إذا وقعت العدوى بمرض التوكسوبلاسموز في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل فإن فرصة انتقال العدوى إلى الجنين عبر المشيمة تكون قليلة لكن المرض يكون شديداً عند الولادة. في المقابل إذا وقعت العدوى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل فإن نسبة خطر تعرّض الجنين للعدوى تكون عالية وتصل حتى 65 في المئة. على الحامل أن تبتعد عن القطط والكلاب وعن أماكن تبرزها، وأن تتفادى تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيداً والخضار الملوثة، وتجنب أكل البيض النيء وشرب الحليب غير المبستر، وأن تعتني جيداً بغسل اليدين بعد التعامل مع اللحوم النيئة، وأن تتخلص من الحشرات المنزلية، كالذباب والصراصير. وتنصح كل سيدة حامل لا تعرف شيئاً عن حالتها المناعية تجاه داء التوكسوبلاسموز أن تخضع للتحاليل الطبية لكشف إذا كانت تعرضت للعدوى سابقاً أم لا.