هدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو برفع درجة حال الطوارئ التي فرضها، إذا سبّبت المعارضة «عنفاً»، فيما أكدت الأخيرة رفضها حدوث «حمام دم أو انقلاب» في البلاد. وقال مادورو لأنصاره: «إنها وسيلة أملكها، كوني رئيساً للدولة، إذا باتت فنزويلا مسرحاً لعنف هدفه قلب النظام. ولن أتردد في استخدامها، إذا كان ذلك ضرورياً للكفاح من أجل السلام والأمن في البلاد». وكان متظاهرون لبّوا دعوة من ائتلاف المعارضة المعروف باسم «طاولة الوحدة الديموقراطية» ويسيطر على البرلمان، محاولين الوصول الى مقار السلطات الانتخابية في 20 مدينة، للمطالبة بتنظيم استفتاء لإقالة مادورو المُتشبّث بالسلطة. ودعت المعارضة أيضاً السكان والجيش الى العصيان، بعدما أصدر الرئيس مرسوم فرض حال الطوارئ. وتجمّع حوالى الف متظاهر، بينهم قادة المعارضة، في كراكاس مُحاطين بعدد ضخم من قوات الأمن، وهتفوا «مادورو ارحل» و «نعم للاستفتاء». واستخدمت الشرطة قنابل مسيّلة للدموع ورصاصاً مطاطياً لتفريق التظاهرة، فيما رشقها المحتجون بمقذوفات. واعتقلت الشرطة متظاهرين، في وقت أُغلِقت 14 محطة مترو في العاصمة. وكان البرلمان رفض مرسوماً رئاسياً بفرض الطوارئ، إذ اعتبر أنها «تعمّق تدهوراً خطراً للنظام الدستوري والديموقراطي تعاني منه فنزويلا». لكن رئيس البرلمان هنري راموس ألوب أكد أن المعارضة «لا تريد حمام دم أو انقلاباً»، داعياً الى «تسوية سلمية» للأزمة في بلد يشهد أعلى مستوى تضخم في العالم (700 في المئة وفق توقعات صندوق النقد الدولي عام 2016). في المقابل، حض اريستوبولو استوروز، نائب الرئيس الفنزويلي، المعارضة على الصبر حتى انتهاء ولاية مادورو عام 2019، إذ قال مخاطباً قادتها: «الأمر سيتقرّر خلال انتخابات، تكسب أو تخسر. مادورو انتُخب لفترة محددة، انتظروا انتخابكم. وإذا فزتم يسلّم مادورو السلطة بهدوء. أين المشكلة»؟ الى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في كراكاس أن الولاياتالمتحدة ستقلّص خدماتها القنصلية في فنزويلا، بسبب «نقص الموظفين» الناجم عن رفض السلطات منح تأشيرات لهم. وأضافت أن السفارة لن تحدد بعد الآن مواعيد للمتقدمين للحصول على تأشيرات للمرة الأولى، سواء للعمل أو السياحة.