دخلت قافلة مساعدات إنسانية أمس إلى مدينة حرستا التي تحاصرها القوات النظامية السورية منذ حوالى ثلاث سنوات في ريف دمشق، بالتزامن مع مقتل وجرح عشرات بغارات على ريف حمص ومدينة دير الزور، في وقت أمل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد يوم من المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا، باستئناف المفاوضات السورية في جنيف «في أقرب وقت ممكن» وسط أنباء عن اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظاماً برلمانياً في سورية. وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك أمس، إن «قافلة مساعدات مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأممالمتحدة، دخلت مدينة حرستا في الغوطة الشرقية لإيصال المواد الغذائية والإغاثية إلى حوالى عشرة آلاف شخص»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي تدخل فيها مساعدات إلى حرستا منذ العام 2012. وتحاصر القوات النظامية حرستا منذ العام 2013. وأبدت الأممالمتحدةمرات عدة أسفها لعدم تمكنها من إدخال مساعدات إلى مدن عدة في ريف دمشق بينها حرستا. وجاء إدخال القافلة الى هذه البلدة غداة دعوة الأممالمتحدة والدول الكبرى في مؤتمر فيينا إلى ضرورة فتح الطريق أمام إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سورية، وإلا سيتم اللجوء إلى إسقاطها جواً. ونجحت الأممالمتحدة للمرة الأولى في نيسان (أبريل) بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة من جانب تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور. وتحوّلت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح رئيسي يستخدمه الأطراف المتنازعون، إذ يعيش حالياً وفق الأممالمتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو «داعش»، ويبلغ عدد الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4.6 مليون نسمة. وفي ختام محادثات ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» الثلثاء، أعلن كيري أنه ابتداء من الأول من حزيران (يونيو) وإذا تم منع الأممالمتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ستطلب المجموعة الدولية من الأممالمتحدة إسقاطها جواً. وعلمت «الحياة» أن تراشقاً كلامياً حصل بين وزراء مشاركين في مؤتمر فيينا، وأن كيري اقترح أن يكون النظام السياسي السوري برلمانياً مقابل تمسك روسيا بالنظام الرئاسي وبقاء السلطات في أيدي رئيس الجمهورية. وأخفقت «المجموعة الدولية» في تحديد موعد جديد للمفاوضات، لكن دي ميستورا أصر على أن «هناك أملاً» بمعزل من التقدم البطيء. وقال في فيينا أمس: «أشعر براحة كافية لأوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي أنه تمكننا إعادة إطلاق المحادثات (...) لأنه من الواضح أن ليس هناك حل عسكري. لكن نحن في حاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت، ليس في وقت متأخر، وإلا سنفقد الزخم». ميدانياً، قتل 13 مدنياً من عائلة واحدة، بينهم ثمانية أطفال على الأقل، الأربعاء في قصف جوي طاول الرستن، أحد معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة حمص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى أن طائرات حربية تابعة لقوات النظام استهدفت بغارات عدة «أحياء سكنية» في المدينة التي يعيش فيها وفي ضواحيها 120 ألف شخص، نصفهم من النازحين الفارين من محافظة حماة المجاورة. ودخلت قافلتا مساعدات إنسانية إلى الرستن في نيسان (أبريل) الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من عام. وأضاف أن «خمسة قتلوا و20 جرحوا جراء قصف لطائرات حربية بغارتين استهدفتا المنطقة ذاتها في شارع التكايا بحي الحميدية في مدينة دير الزور».