الحديث عن علاقات القرابة بين لاعبين أو بين لاعبين والأجهزة الفنية لمنتخباتهم، يقود مباشرة إلى ضرب المثل بالأرجنتيني سيرخيو أغويرو نسيب عائلة المدير الفني دييغو مارادونا. فلاعب أتلتيكو مدريد هو صهر الأسطورة الأرجنتينية، بعد زواجه من ابنته جيانينا في 19 شباط (فبراير) 2009. علماً أن شقيقتها مرتبطة بعلاقة مع المستشار الصحافي لوالدها. غير أن القرابة المباشرة بين أغويرو ومارادونا لا تمنح اللاعب أي أفضلية كما يؤكد شخصياً، نافياً في الوقت عينه أي محاباة أو معاملة خاصة يلقاها. لكنه في المقابل يفاخر بأن «عمه» هو أحد الشخصيات الأكثر شهرة في العالم. عموماً، لا خلاف البتة على المزايا الفنية لأغويرو (22 سنة) لاعب انديبندنتي سابقاً، أو كفاءته الفنية واستحقاقه الانضمام إلى صفوف ال»بي سيليسيتي»، خصوصاً أنه كان هداف التصفيات العسيرة للمنتخب العتيد إلى جانب ليونيل ميسي وخوان رامون ريكوليمي (4 أهداف لكل منهم). ويفصل أغويرو ومارادونا سريعاً في هذا الموضوع، ويجزمان أنهما لا يخلطان البتة بين مصالح العائلة والمصلحة العليا لمنتخب الأرجنتين. ويضيف «الصهر العزيز»: «التشكيلة المختارة وضعها مارادونا ولا جدال في ذلك. والجميع يعرف كيف أتصرّف وأنا أجتهد دائماً لأضمن موقعي حتى أنني ابذل جهداً مضاعفاً لإسكات الألسن السيئة». إنتقل أغويرو إلى أتلتيكو، الذي حصد هذا الموسم لقب «أوروبا ليغ»، قبل نحو أربع سنوات في مقابل 23 مليون يورو. وهو مبلغ سمح لأنديبندنتي، أحد أكبر الأندية الأرجنتينية وأعرقها، أن يشيّد ملعباً جديداً. ومنذ صغره يلقب أغويرو ب»كون» للشبه الكبير مع شخصية كرتونية يابانية شهيرة. وقد «طاردته» الصحافة منذ أولى لقاءاته مع جيانينا. أما مارادونا فهو قريب جداً من الثنائي الشاب منذ بداية العلاقة، ويقصد مدريد دورياً ليمضي أوقاتاً سعيدة بجانب حفيده الصغير. وقد أسدى لأغويرو نصائح تتعلّق باحترافه في أتلتيكو، وحضه على الإنتقال إلى نادٍ أفضل، خصوصاً بعدما أبدى تشلسي أخيراً اهتمامه في ضمّه. لكن الصهر يفضّل أن يبني مستقبله على طريقته. واشتهر أغويرو (22 مباراة دولية – 7 أهداف) بحبه للسهر على غرار النجم البرازيلي السابق روماريو، ويُقارن به أحياناً نظراً لتشابه قامتيهما (طول أغويرو 1.74م )، وخصوصاً الخطورة أمام المرمى، وتفضيله «الابتكار» في الميدان والارتجال المناسب على الالتزام بالخطط الصارمة والتعليمات الدقيقة. عانى أغويرو مع أتلتيكو في الموسم الماضي بسبب مشاكل صحية، لكنه كان على الموعد عند استحقاقات المنتخب، وظهر بلياقة جيدة في المعسكر الإعدادي قبل التوجه إلى جنوب أفريقيا. وينسجم أغويرو جيداً مع ميسي، وسبق أن أسهما في حصد ذهب بطولة العالم للناشئين عام 2005 وأولمبياد بكين عام 2008. ويحلمان طبعاً بإنجاز مونديالي يتوّج هذا «العقد الثمين». وحين شارك أغويرو بدلاً من كارلوس تيفيز في المباراة أمام كوريا الجنوبية، «أشعل» منطقة الخصم ومرر كرة لغونزالو هيغوين أثمرت هدفاً، ونسّق هجمات مع ميسي. وهو جهد قدرّه مارادونا كثيراً وهنّأ عليه «ابناً شرعياً» لم تلده زوجته كلاوديا.