شدد عاملون في مجال التقنية على الدور المهم للحلول الرقمية في تحقيق النمو الاقتصادي في السعودية، وقالوا إنها تحقق عدداً من المكاسب في مختلف المجالات، إذ بإمكان الحلول الرقمية في المجال الطبي أن تخفض الأخطاء البشرية الطبية بنسبة 90 في المئة. كما يمكن أن تقلل عدد زيارات الطبيب في العيادة لتصل إلى 50 في المئة، علاوة على استحداث مراكز الأشعة والتحاليل في المدن الرئيسة والمناطق النائية. وأوضح المدير العام لشركة «سيسكو السعودية» المهندس عبدالله السواحة خلال منتدى التحول الرقمي في المملكة، الذي انطلقت فعالياته في الرياض أمس وتستمر يومين، أن الحلول الرقمية ستحقق عدداً من الفوائد في مجال الطاقة، إذ ستسهم في بناء شركات الكهرباء الذكية، واستحداث حلول الطاقة المتجددة والخضراء. وفي مجال خدمة ضيوف الرحمن، قال السواحة: «من خلال إنتاج الحلول الرقمية سيصبح بإمكاننا إدارة وتفويج الحجاج والمعتمرين بحلول رقمية متطورة، وإدارة المنشآت وأعمال التوسعة وربط الآلات والمعدات لزيادة كفاءتها وضمان الجودة والسلامة». وتحدث السواحة عن ثلاث مراحل تطور تقني مُهمة على مدار ال20 عاماً الماضية في المملكة، وقال إن شراكتنا التقنية، التي بدأت في أواخر التسعينات من القرن الماضي كانت لربط المملكة وعوالم الاتصالات وتقنية المعلومات بشبكة موحدة على بروتوكول الإنترنت، الأمر الذي كان له علاقة طردية لرفع الإنتاجية ومستوى المعيشة والناتج المحلي. وبين أن المرحلة الثانية تضمنت إنشاء 90 أكاديمية أسهمت في تخريج أكثر من 65 ألف طالب وطالبة لسد فجوة نقص الموارد البشرية في القطاع التقني، كاشفاً عن اختيار السعودية لبناء أول معهد أمني لشركة «سيسكو» في المنطقة لتوطين المعرفة والتقنية الأمنية بوصفها وسيلة مساعدة للدفاع عن الوطن. من جهته، اعتبر نائب الرئيس الأول للمبيعات العالمية لحلول «إنترنت الأشياء» لدى «سيسكو» كريس وايت، خلال كلمته أمام المنتدى، أن السوق السعودية أهم الأسواق على مستوى المنطقة، بل وعلى مستوى العالم، وقال: إننا نسعى دوماً لخلق فرص جديدة ووضع استثمارات عدة في هذه السوق في سبيل الوصول إلى الأهداف المرجوة من التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، والتي تتماشى مع رؤية 2030، إذ نطمح إلى أن نكون الشريك الأول لخطة التحول الرقمي للتقنية والمعرفة والإبداع. وبيّن أن المملكة اتخذت عدداً من الخطوات الكبيرة التي ستسرع عملية التحول الرقمي، بهدف خدمة المجتمع السعودي وتسهيل حياة المجتمع، ليضمن رضا المواطن والمقيم في إنجاز مهماتهم اليومية في زمن قياسي. وأشار إلى أن بإمكان المواطن والمقيم في المملكة اليوم إجراء المعاملات الشخصية والعامة، كالإجراءات المصرفية، التي تتم من طريق الهواتف الذكية، وتجديد الجواز والإقامة في أقل من خمس دقائق، وإصدار سجل تجاري في أقل من ثلاث دقائق، وغيرها من الحاجات اللازمة. وتناقش فعاليات التحول الرقمي في المملكة، الذي انطلق أمس، في حضور نائب محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور سليمان مرداد، التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، والآليات والطرق التي ستضمن سهولة هذا التحول خلال الفترة المقبلة. كما يناقش الخبراء في مجالات التحول الرقمي الأمن الإلكتروني، و«إنترنت الأشياء»، وذلك بالتزامن مع خطة التحول الرقمي 2030، التي تسعى لزيادة الناتج المحلي والتنوع الاقتصادي وجلب أفضل الممارسات والخبرات العالمية، إضافة إلى تحسين قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، والسياحة الدينية، وتفعيل دور المرأة السعودية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.