نفذت وحدات عسكرية يمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب ومشتركة بين الجيش والأمن المركزي حملة دهم لمنازل في مدينة عدن (جنوب البلاد) امس، حيث اعتقلت ستة اشخاص يشتبه بانتمائهم الى تنظيم «القاعدة» واشتبكت مع سكان كانوا يحتجون على العملية، في وقت تعرض سياسي يمني معارض لمحاولة اغتيال في صنعاء اسفرت عن اصابته بجروح خطرة. وقالت مصادر متطابقة في عدن ل «الحياة» ان وحدات خاصة دهمت فجر امس حي السعادة في عدن بعد تطويقه منذ الخميس، بحثاً عن عناصر «إرهابية» تنتمي الى تنظيم «القاعدة»، على خلفية الهجوم الذي تعرض له مبنى جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في المدينة نفسها مطلع الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل 11 شخصاً بينهم سبعة عسكريين وجرح تسعة آخرين. وأكدت المصادر ان وحدات مكافحة الإرهاب اعتقلت ستة أشخاص في الحي المذكور، وأن اشتباكاً وقع مع بعض سكان الحي احتجاجاً على اعتقال شخصين قالوا ان ليس لهما أي علاقة بالجماعات الإرهابية. ولم يسفر الاشتباك عن سقوط ضحايا. وأضافت المصادر ان وحدات الأمن فرضت طوقاً مشدداً على حي السعادة واستقدمت تعزيزات شملت عربات مدرعة بعد الاشتباه بأن قياديين كباراً في «القاعدة في جزيرة العرب» لجأوا اليه، من بينهم زعيم التنظيم ناصر الوحيشي (أبو بصير) الذي ذكرت معلومات أمنية انه اشرف مع عدد من مساعديه على الهجوم على مبنى الاستخبارات. وكانت الأجهزة الأمنية اعلنت قبل ايام اعتقال قائد المجموعة التي نفذت الهجوم ويدعى غودل محمد صالح ناجي، ويتوقع أنه أدلى بمعلومات مهمة للمحققين حول بقية العناصر المشاركة في الهجوم وأماكن وجودها في عدن. وأكدت المصادر ان الأجهزة اليمنية تتوقع ان تسفر عمليات الدهم عن العثور على «صيد ثمين» من قياديي «القاعدة»، وأن هذه التوقعات تبقى قائمة في حال لم يظهر الوحيشي في محافظة أخرى. وفي هذا السياق أصدرت اللجنة الأمنية اليمنية العليا توجيهات صارمة إلى وزارتي الداخلية والدفاع وأجهزة الاستخبارات بتشديد المراقبة على سواحل عدن، ونشر دوريات بحرية على مدار الساعة لمنع خروج متسللين من «القاعدة» او دخولهم، وفرض حماية كاملة للمنشآت البحرية والموانئ والسفن التجارية وتأمين الملاحة الدولية قبالة السواحل اليمنية على بحر العرب. وفي صنعاء، اصيب السياسي المعارض عبد الرقيب القرشي الذي عاد قبل اسبوعين الى اليمن من منفاه في سورية، بجروح خطرة في محاولة اغتيال تعرض لها الجمعة امام فندق بوسط العاصمة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن شهود قولهم ان القرشي الذي ينتمي الى «الحركة الوحدوية الناصرية» المعارضة في البرلمان (ثلاثة نواب) اصيب في رأسه برصاص أطلقه مجهول. وهذه أول محاولة اغتيال تستهدف شخصية سياسية في اليمن منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1994 بين الشمال والجنوب. ونقل القرشي الى المستشفى حيث أخضع لعملية جراحية وفق ما اعلن الأمين العام لحزبه سطلان العطواني الذي حمل السلطات «المسؤولية» عن محاولة الاغتيال. وكان القرشي عاد الى اليمن أخيراً بعد ان امضى 32 سنة في المنفى في سورية، وتم التفاوض حول عودته مع السلطات، بحسب مصدر في حزبه. وكان يفترض ان يشارك في «لجنة الحوار الوطني» التي شكلتها المعارضة البرلمانية وشخصيات مستقلة للدفع بالمصالحة الوطنية في اليمن.