الامم المتحدة - رويترز - حذر مسؤول كبير في الاممالمتحدة مجلس الامن من ان التوتر العرقي في قرغيزستان لايزال قائما وسط مخاوف من وقوع موجة أخرى من العنف في الدولة ذات الموقع الاستراتيجي في آسيا الوسطى. وكما هو متوقع لم يتخذ مجلس الامن اي اجراء. لكن دبلوماسيين قالوا ان قرار المجلس بمناقشة العنف العرقي الذي قتل مئات في قرغيزستان وفجر نزوحا للاجئين يعكس قلقا دوليا متناميا. وعقد مجلس الامن جلسة مغلقة أمس الخميس وفي بدايتها تلقى الاعضاء تقريرا تلخيصيا للازمة من اوسكار فرنانديس تارانكو مساعد الامين العام للامم المتحدة. وقال مكتب الاممالمتحدة في تلخيص لبيان فرنانديس تارانكو امام مجلس الامن "على الرغم من عودة الهدوء الى الموقف في أوش وجلال اباد الا ان التوترات العرقية والشائعات عن عنف وشيك مستمرة." وأضاف الملخص "مع بدء عودة اللاجئين والنازحين أكد (فرنانديس تارانكو) أهمية ضمان سلامتهم وتجنب الاستفزازات التي يمكن ان تفجر العنف." وأعرب عن "قلقه من أثر اي تجدد للعنف على قرغيزستان والمنطقة المحيطة." وقتل أكثر من 250 شخصا في قرغيزستان هذا الشهر وفر مئات الآلاف من أعمال العنف بين القرغيز والأوزبك في جنوب البلاد وهي جمهورية سوفيتية سابقة تستضيف قاعدة عسكرية جوية أمريكية وأخرى روسية ولها حدود مشتركة مع الصين. وتحرص القوى العالمية على ألا يمتد الاضطراب إلى آسيا الوسطى وهي منطقة إستراتيجية مهمة غنية بالنفط والغاز تقع على طريق تهريب رئيسي للمخدرات من أفغانستان. ودعا مسؤولو الاممالمتحدة والولايات المتحدة الى اجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف في قرغيزستان. وقال مبعوثو الاممالمتحدة لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم ان السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين قال لاعضاء مجلس الامن ان الازمة القرغيزية هي في النهاية مسألة داخلية على حكومة بشكك ان تحلها وهي وجهة نظر اتفق معه فيها بشكل عام اعضاء مجلس الامن الاخرين. وذكروا ان الاعضاء ناقشوا ايضا الحاجة الى اجراء تحقيق وان لم يصدقوا بشكل رسمي على اي اقتراح محدد للتحقيق في اعمال العنف. وقال دبلوماسي غربي "نراقب عن كثب الموقف لكن لا توجد في الوقت الراهن اي خطة لتحرك رسمي من قبل مجلس الامن. من الواضح ان الروس لا يريدون ان تحال المسألة الى مجلس الامن." وروسيا كدولة دائمة العضوية في مجلس الامن تتمتع بحق النقض (الفيتو) ويمكنها الاعتراض على اي تحرك مقترح للمجلس. وقال عاملون في مجال حقوق الانسان في اوش التي شهدت ثلاثة ايام من عمليات القتل العرقي التي وقعت هذا الشهر وفجرت فرارا جماعيا للاوزبك ان الغارات التي شهدتها المدينة الواقعة في جنوب قرغيزستان واكبتها عمليات سلب ونهب. كما تحدثوا عن مزيد من العنف في الفترة التي تسبق استفتاء يوم الاحد. وسيقرر الناخبون في قرغيزستان ما إذا كانت بلادهم ستكون أول ديمقراطية برلمانية في وسط آسيا في استفتاء الأحد الذي تقول رئيسة الحكومة المؤقتة إنه ضروري لإعادة الاستقرار بعد موجة من أعمال العنف العرقية. ورفضت روزا أوتونباييفا التي تقود حكومة مؤقتة وصلت إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف في تمرد في أبريل نيسان الماضي نداءات لتأجيل الانتخابات إلى أن يخمد العنف المشتعل في الجنوب. وتريد أوتونباييفا وهي أول امرأة تتولى السلطة في إحدى جمهوريات آسيا الوسطى أن يمنح الاستفتاء شرعية لحكومة لم تنتخب رسميا قط وأن يمهد الطريق لحصول زعماء قرغيزستان على اعتراف دبلوماسي. واعترفت في كلمة أذاعها التلفزيون الليلة الماضية بالمخاطر المصاحبة للاستفتاء لكنها تمسكت بضرورة اجرائه. وسارعت كل من روسيا والولايات المتحدة بعد التمرد في أبريل بالتعامل مع أوتونباييفا التي تعلمت في موسكو وتتحدث الإنجليزية بطلاقة لحماية مصالحهما في المنطقة ولكن لم تعترف أي من الدولتين رسميا بحكومتها. وألقت طائرات حكومية منشورات على العاصمة بشكك امس الخميس تحث الناس فيها على التصويت في الاستفتاء وتجاهل ما وصفته بأنها استفزازات يتآمر فيها حلفاء باقييف أثناء الاستفتاء. ويتعين على الناخبين الإجابة على سؤال واحد في الاستفتاء وهو هل يوافقون على دستور جديد ينقل السلطة من الرئيس إلى رئيس الوزراء. وبموجب الدستور الجديد ستبقى أوتونباييفا رئيسة مؤقتة للبلاد حتى نهاية عام 2011 . وستجرى انتخابات برلمانية كل خمس سنوات ويتولى الرئيس فترة واحدة مدتها ست سنوات.