لم تصبح رحلة الممثل باسم ياخور من بحر بيروت إلى بوابات دمشق ذهاباً وإياباً، أمراً روتينياً على رغم تكررها بسبب انشغاله أخيراً بالتصوير فيهما. التمعن في نظرات الفنّان السوري المحدّقة في تفاصيل الأماكن كلها منذ اجتياز السيارة الحدود اللبنانية إلى قلب العاصمة السوريّة، يعكس شعوره: «الألم من سيلان الدم والأمل في توقفه». يطول الطريق بسبب «المحِبين»، إذ لا بد من تهافت «الصغير والكبير» في كل نقطة توقف للسلام على ياخور والتقاط الصورة التذكارية مع النجم الذي تقارب مسيرته يوبيلها الفضي. في هذه اللحظات يتحول صمته إلى بسمة يحبها الجمهور كثيراً، في لسان حال يقول: «حزني لي وضحكتي لكم». يكشف ياخور في مقابلة مع «الحياة»، تفاصيل بطولاته المنوّعة بأعمال عدة في الموسم الحالي من الدراما السورية التي يرى أنها «تنتعش بعد وضع صعب جداً، بخاصةٍ إنها تعود إلى خصوصيتها بأعمال سورية خالصة وحقيقية»، مثل مسلسل «الندم» (تأليف حسن سامي يوسف وإخراج الليث حجو) الذي «يراهن» عليه درامياً ويقدم فيه دور «عبدو الغول، وريث امبراطورية مالية يسعى الى توسيعها بأي ثمن، بسبب عدم اعترافه بحدود للسلطة ونهمه لها حتى داخل منزل العائلة الكبير، بشخصيته التي لا تخوض صراعات مباشرة، بل تعتبر أن كل نزاع قابل للتسوية وكل شيء آيل للمساومة. ويوضح أن «عبدو الغول» رمز للرأسمالية المتوحشة التي أصابت المجتمع السوري في وقت ما، وصنعت شريحة من الاقتصاديين لا تشبع، وتبلع كل شيء على حساب البلد. ويخوض ياخور غمار المسلسلات الشامية للمرّة الأولى من خلال «خاتون» حيث يجسّد شخصية «عكّاش» الذي يتحوّل إلى قاطع طريق كرد فعل على ظلم تعرض له من أهل حارته. يؤكد ياخور أن «عكّاش على رغم أفعاله الإجرامية إلا أنه محكوم بالرجولة والأخلاق». ويقول عن دوافعه لهذه التجربة أنها «جديدة، أعجبتني التركيبة، أحببت التناغم في القصة وعدد النجوم المهمين فيه». وفي مدينة الياسمين أيضاً يحلّ ياخور ضيف شرف في مسلسل «زوال» (تأليف يحيى بيازي وزكي مارديني، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد) بدور «أبو معروف» المهووس بالثروة والذهب إلى حد اتخاذه الشعوذة و «استحضار الجنّ» وسيلة لتحقيق حلمه، مبتعداً عن حياته الإجتماعية والعائلية ومنطوياً بين جدران لوثته. وفي المحطة الأخيرة لياخور في «الشام»، يعود ل «بقعة ضوء» (إخراج سيف الشيخ نجيب) بعد ابتعاده في الموسم الماضي، عندما أعلن في حينه ل «الحياة» أنه «سيرتاح بانتظار وجود اللوحات المناسبة». ويتحقق شرط ياخور في الجزء ال12 من العمل الذي يحمل بصمته منذ بدايته، فيشارك في لوحات عدّة منها «بقي البحصة» و «الله يسامحه». وحول عدم كفاية جرعة الكوميديا بخاصة أنها سوداء في «بقعة ضوء» لجمهور ياخور وهذا النوع الدرامي، يكشف ياخور مشروعاً كوميدياً جديداً: «هناك عودة قريبة الى الكوميديا، نحن بصدد التحضير الهادئ، لأننا لا نريد أن نتورط بخطوة الى الوراء، فالكوميديا خطيرة لا يصح أن تكون أقل من قوية. وإذا سارت الأمور جيداً سأكون على موعد مع تجربة مع المخرج الليث حجّو والكاتب ممدوح حمادة، وهي تجربة أظن أنها تستحق وجديرة بأن أخوضها، اتمنى ذلك». وفي العودة إلى بلد الأرز، يواصل ياخور تصوير بطولته في «تحت الحزام» (كتابة خالد خليفة وإخراج حاتم علي) الجزء الثاني من «العراب – نادي الشرق» (كتابة رافي وهبي وإخراج حاتم علي). يتطور دور ياخور إلى مقدم الأحداث، ويرسخ ذلك توسطه «البوستر الدعائي» للعمل الذي لم يكتمل نصه بعد. يقول ياخور إن «تحت الحزام، تمت كتابته ليكمل الإخوة والورثة ما عجز الاب عن اكماله قبل ان يقتل، تبدأ التحديات للبقاء وعدم فنائها على يد مجموعة من القروش التي تسبح في محيط السوق والعمل». ويكشف أن العائلة ستتحد على عكس ما تمت اشاعته قائلاً: «ينجح تحالف الإخوة واتفاقهم في إرساء أسس العائلة من جديد والاتفاق على قوانين وحالات غير متوقعة، كأن يقوم الأخ الأكبر بوضع أخويه الصغيرين في الواجهة ليضرب الأعداء من تحت الحزام، لا يوجد صراع عائلي داخلي بل هو مع المحيط الخارجي، وإن حصل فهو يبقى مخفياً من أجل بقاء العائلة». وكانت بداية الموسم لياخور في الجزء الثالث من «أهل الغرام» المصوّر في لبنان، عبر خماسية «شكراً على النسيان» (تأليف إيّاد أبو الشامات وإخراج الليث حجّو)، والتي تحكي عن «الخيانة والكذب المتواصل في حياة إحدى الشخصيات، وعن علاقة زوجية خاصة وغريبة ضمن ظرف استثنائي، لكن من منظور وإن كان انسانياً، الا انه طريف وبعيد من الدراما الحزينة». ورداً على سؤال حول رأيه بأعمال مشابهة من حيث الشكل ب «أهل الغرام» يجيب ياخور: «لم اتابع هذه الأعمال، ولكن أعلم أن أهل الغرام وصفة مجرّدة ومدروسة وأعرف من هو مخرجها وكتابها، وهو عمل نجح كثيراً في جزءين سابقين وكان وجبة مغرية لي لأخوضها».