استمرت المواقف التي اعلنها الوزير السابق فارس بويز رداً على عدم التفاهم بينه وبين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون لضمه الى لائحة المعارضة في كسروان، مدار سجال بين الجانبين. ورد امس، النائب نعمة الله أبي نصر، في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي على بويز من دون ان يسميه قائلاً: «لم يفاجئنا في بيانه المتوتر ولم نستغرب ان يفقد أعصابه عندما قيل له لا مكان لك بين الأحرار لا مكان لك في قفص الصيصان هذا الذي كنت تلهث لدخوله». ورأى ان يويز «سقط في امتحان الإلتزام، والشفافية، والأخلاق، سقط باستطلاعات رأي أبناء كسروان الفتوح ساحلاً وجرداً، سقط على رغم محاولات التوسط والإغراء، يتذمر وزير الطاعة في زمن الوصاية هذا، لأن العماد ميشال عون طلب منه التزاماً وتعهداً. نحن كنا لنستغرب لو لم يفعل ذلك الجنرال، ينزعج من كلمة التزام، هو الذي يمشي في المحافل الدولية وراء فاروق الشرع ويتبعه كظله. هو الذي باسم الديبلوماسية اللبنانية شرّع الوصاية السورية واعتبرها ضرورية، مختصراً سياسة لبنان الخارجية بوحدة المسار والمصير». وسأل: «ألا يخجل من يطالب بالنيابة كاملة اليوم، كيف ارتضى في العام 1992 أن يكون نائباً يوم دعا البطريرك وأبناء كسروان الى مقاطعة الانتخابات بشبه إجماع؟». واختتم: «أما عن إنجازاته فلا تحرجوه بالسؤال عن سبب تأييده مرسوم التجنيس حين كان وزيراً في حكومة الرئيس الحريري، ولا عن دواخين الزوق يوم كان وزيراً للبيئة حيث انشغل بمعالجة البيئة السياسية، غير مكترث بالسموم والأمراض الخبيثة التي تنشرها هذه الدواخين في كل اتجاه». ورد مكتب بويز على ما قاله أبي نصر، وجاء في بيان صادر عنه: « لم نلهث يوماً لدخول قفص الصيصان، خصوصاً أن معالم هذا القفص اتضحت ساعة سمعنا منذ أكثر من ثمانية أشهر، أي قبيل تأسيس اللقاء المسيحي، عرضاً لم نطلبه من مرجع أبي نصر، يقول فيه: من نظر بعين إلينا نظرنا اليه بعينين، ومن أفضل علينا لا ننسى فضله، وعيب علينا ألا يكون رجل مثلك في مجلس النواب، وفي المعركة المقبلة نحن وإياك. وحينذاك لم يكن أبي نصر وارداً كما يدعي أنه وعد منذ ثمانية أشهر، وهو ما كذبه العماد عون حين قال: إن احداً لم يكن موعوداً من نوابي». وأضاف: «أما السقوط في امتحان الالتزام، فإن كان الالتزام هو مشروع انقلاب على الوطن وإعادته الى مرحلة ما كان عليه عام 2007، فهذا أكبر فخر له أن يرفض كما رفض دوماً الطاعة عندما رأى ان هناك خطراً يهدد الوطن، وعندما أوصاك بعدم دخول لعبة التمديد حينذاك، وكنت مقيداً بأيدي الخيار السوري حينذاك الذي رضخت له، فيما الوزير بويز رفضه، وساعة تعامل الوزير بويز من موقعه وزيراً للخارجية مع سورية وحصر هذا التعامل مع رئيسها ووزير خارجيتها بكل فخر وكرامة، لم يزرها إلا بأعلى مستوى ولم يبحث معها إلا في المفاصل الإقليمية الأساسية، وكنت أنت على أبواب زلم أزلام القيادة السورية» وأضاف بيان المكتب: «أما عام 1992، فكما رفض اليوم الدخول في قفص الصيصان رفض الانتخابات في الدورة الأولى واستقال من الحكومة وتضامن مع المعارضة المسيحية حتى حصلت الانتخابات في كل لبنان إلا في كسروان، وأصبح الخطر يكمن في الدورة الثانية لكسروان في أن تأتينا لوائح وهمية أيديولوجية تفوز بعشرات الأصوات بالتزكية». وحول مرسوم التجنيس قال: «لا نعلم أين درست القانون. أن هذا المرسوم مرسوم عادي يتخذ على مستوى رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، ولم يعرض على مجلس الوزراء، فيما أنت لم تشتهر إلا بالعمل الدؤوب على تجنيس أكبر عدد من الزبائن»، وعن «معالجة دواخين الزوق، فقل لنا وأنت الممثل الآن بوزارة الموارد تمثيلاً كاملاً، ماذا استطعتم أن تفعلوا بهذا الموضوع؟». الى ذلك، رد عميد «الكتلة الوطنية» كارلوس اده على كلام للنائب عون فقال: «ان عون يقول منذ اربع سنوات انه يريد محاسبة الفساد فما الذي قام به حتى يومنا في هذا الإطار؟». ولفت الى «ان تشكيل لائحة ثانية في كسروان سيتم في خلال الأيام القليلة المقبلة بعد استيعاب تحول الوزير السابق بويز الى خط آخر الأمر الذي يتطلب بعض الدرس ليحسم أخيراً».