انسحب توني هايوارد رئيس "بي بي"، BP، الذي يتعرض لانتقادات حادة من الإدارة اليومية لأزمة التسرب النفطي اليوم الثلاثاء وغاب عن مؤتمر واجه فيه ممثله احتجاجات غاضبة من أنصار حماية البيئة. وتأتي هذه الخطوة من جانب هايوارد بعد سلسلة من زلات العلاقات العامة للرئيس التنفيذي وفشل في سرعة وقف التسرب وقبيل قرار محكمة أمريكية بشأن هل تؤيد قرارا صدر في أعقاب التسرب بوقف التنقيب عن النفط في المياه العميقة بخليج المكسيك. وتطعن شركات التنقيب عن النفط في القرار الذي يؤيده أنصار حماية البيئة ودوائر أخرى بعد اغلاق المزيد من مناطق الصيد اليوم في رد فعل على أسوأ تسرب نفطي في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقاطع المحتجون مرتين ستيف وستويل كبير موظفي بي.بي وممثل هايوارد أثناء القاء كلمة أمام مؤتمر شركات النفط الوطنية العالمي في لندن. وهتفت شابة من منظمة السلام الأخضر بينما كان حارس أمني يقوم باخراجها "نحتاج إلى انهاء عصر النفط." كما لوح المحتجون بلافتات عليها شعار بي.بي ملطخا باللون الأسود. وفرضت إدارة الرئيس باراك أوباما الحظر الذي يستمر ستة أشهر إثر انفجار منصة حفر في خليج المكسيك في 20 ابريل نيسان مما أسفر عن مقتل 11 عاملا وأحدث ثقبا في البئر المملوكة لشركة بي.بي مما أدى إلى تسرب ملايين الجالونات من النفط الخام. وتعرضت معالجة هايوارد للأزمة لانتقادات حادة وقال وستويل اليوم إن وحدة برئاسة بوب دودلي وهو من قدامى موظفي بي.بي في روسيا ستتولى مسؤولية التعامل مع التسرب. وقال إن هايوارد سيبقى مشرفا عاما لكن بدور مباشر أقل. وقال إن هايوارد عاد إلى لندن هذا الأسبوع "للتركيز على أنشطة أخرى" في حين سيتولى فريق دودلي "مسؤولية التعامل مع الحادث." ووعد مارتن فيلدمان قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية بأن يصدر حكما غدا الأربعاء بشأن ما إذا كان سيرفع الحظر بشكل مؤقت لحين نظر القضية. ورفعت أكثر من عشر شركات مشاركة في أنشطة التنقيب البحرية القضية واصفة الحظر بأنه "تعسفي وغريب." وقال كارل روزنبلوم وهو محام يمثل صناعة النفط "السلطة المطلقة للحكومة أوقفت هذه الصناعة بالكامل." والقضية هي الأولى التي تسعى لإلغاء قرار أوباما الصادر في 27 مايو أيار والذي تقول الشركات إنه سيفرض خفضا في الوظائف اللازمة لتشغيل منصات النفط البحرية. وأدى الحظر إلى إغلاق 33 منصة حفر في المياه العميقة. وتقول إدارة أوباما إن القرار ضروي للحيلولة دون وقوع مزيد من الحوادث في الوقت الذي بدأت فيه لجنة رئاسية التحقيق بشأن الأسباب التي أدت إلى انفجار البئر التابعة لشركة "بي بي". وألحق التسرب ضررا بسواحل أربع ولايات أميركية، ما يعرض صناعتي السياحة وصيد الأسماك للمخاطر. كما ألحق ضررا بصورة "بي بي" التي انخفضت أسهمها 3.6 في المئة إلى 337.1 بنس في الساعة 1000 بتوقيت جرينتش في لندن اليوم بعد تراجعها 4.5 في المئة في نيويورك. ومحا فقدان ثقة المستثمرين وتكاليف تنظيم محتملة بمليارات الدولارات نحو نصف القيمة السوقية للشركة منذ بدأ تسرب النفط في خليج المكسيك. لكن ليبيا التي كان ينظر إليها حتى عهد قريب كدولة منبوذة من جانب الحكومات الغربية قدمت بعض الدعم النادر إلى "بي بي". وقال شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا خلال نفس المؤتمر الذي تستضيفه لندن "هي من ناحية مأساة حقيقية ومن ناحية أخرى هناك أيضا مبالغة ما بشأنها." وقال إن بي.بي محل ترحيب لمواصلة العمل في المياه الليبية.