لم يكن أشد المتشائمين يتوقع ما وصلت له الحال الشرفية في نادي الاتحاد بعد أن اشتعل فتيل التصريحات أخيراً بين أطراف شرفية عدة، كانت محل استغراب المتابعين للوسط الرياضي عامة والاتحادي بخاصة وفي الوقت الذي توقع فيه الكثيرون إطفاء الفتنة الشرفية التي عانى منها النادي في الفترة الماضية وألقت بظلالها على مسيرة الفريق في الموسم الماضي، لتعود من جديد في المشهد الاتحادي لكنها في هذه المرة أقوى وأعنف. ويرى المتابعون أن تياراً مضاداً يسعى لعرقلة مسيرة بتبادل الاتهامات والإسقاطات التي لا تخدم الكيان، ولا استراتيجيته الموضوعة من صناع القرار في النادي، ما يجعل الكثيرين يتنبؤون إلى انزلاق (العميد) في نفق العزوف عن حصد الذهب لسنوات طوال إذا ما استمر ذلك التيار في إثارة الزوبعة وبراكين الفتنة بين أعضاء الشرف. وحين كان يتطلع الاتحاديون إلى مواصلة تحقيق المنجزات العريضة بخاصة ما تحقق منها منذ عام 1417 ه، باتت التصريحات غير المسؤولة شبحاً مخيفاً، ما حدا بالاتحاديين المطالبة بالتدخل في تقريب وجهات النظر وتطييب النفوس، مع منح الفرصة كاملة لرئة نادي الاتحاد ومهندس بطولاته العضو الداعم الذي يجد قبولاً من جميع الاتحاديين بأطيافهم كافة، سيما وأنه رجل كل المراحل برصد موازنة مفتوحة سنوياً من دون رغبات شخصية وكل ما يهمه أن يبقى ناديه معانقاً للمجد حاصداً للبطولات. ويحظى العضو الداعم بقبول كبير من كافة أعضاء الشرف كونه صاحب الوقفات البيضاء مع النادي، واليد الطولى والعلامة الفارقة في تحقيق أكثر من 20 بطولة في زمن قياسي، ويضع ناديه في مصاف الأندية العالمية ومقارعتها كما حدث في صيف العام الماضي في ملعب سنتياغو بارنبيو أمام ريال مدريد الإسباني، ليخطف الفريق الاتحادي يومها الألباب وذلك لن يتحقق لولا أن استقطب الاتحاد في الحقبة الماضية أمهر المدربين العالميين وأميز اللاعبين الأجانب إضافة إلى دعم صفوف الفريق بلاعبين محليين بلغت قيمتهم الملايين من الدولارات. وبذلت الإدارة السابقة جهوداً مضنية لتجاوز جميع الصعاب وملامسة رضا الجماهير بإحدى بطولات الموسم على رغم قساوة الظروف وتحقق مرادها بأغلى البطولات والظفر بكأس خادم الحرمين للأندية الأبطال، ولن ينسى الاتحاديون ما بذله المشرف العام على الفريق محمد الباز الذي أفنى جل وقته في خدمة الكيان بعيداً عن أعين الصحافة، وقدم صورة رائعة في العمل الاحترافي، ويرى الجمهور الأصفر في استقالته خسارة كبيرة وفجوة إدارية قد يصعب تعويضها في المستقبل القريب. الاتحاد بات بحاجة إلى وقفة صادقة من محبيه كافة، ولن تخدمه الخلافات والبحث عن المصالح الشخصية وتصفية الحسابات التي شوهت البيت الاتحادي في الآونة الأخيرة، وأقلقت عشاقه على مصيره في الموسم المقبل.