أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن مشروع واحة الملك عبدالله للحوار الحضاري سيكون واحداً من أهم المشاريع والمواقع التي تبرز الحضارة الإسلامية بداخلها، وتمنحها فرصة كبيرة لاستخدام الطراز العمراني المكي المحلي الممزوج بالحضارة والعمران العصري الحديث، وشدد أمير مكة خلال ترؤسه أمس في مكتبه بجدة اجتماعاً بشأن إنشاء واحة الملك عبدالله للحوار الحضاري، على إنشاء هذا الموقع لأهميته الفكرية الكبرى، ولكونه يطرح بعداً حضارياً وعمرانياً وفكرياً معاصراً، لافتاً إلى أن الموقع سيكون أداة جذب كبرى لمعظم الزوار من مختلف الخلفيات والمناطق عالمياً ومحلياً. وشاهد الأمير خالد الفيصل في حضور رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن ثنيان وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، عرضاً تفصيلياً لهذه الواحة وعن أهمية إنشائها، كونها كانت على مر العصور والأزمنة أماكن للقاء والتجمع ولا تزال منبعاً للقصص والحوار وتسود في هذه الأماكن المعرفة وروح التسامح والسلام. وأكد العرض المرئي أن الموقع المقترح لإنشاء هذه الواحة هو موقع صلح الحديبية التاريخي الذي عقد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معاهدة سلم بينه وبين قبائل قريش، لتصبح هذه الواحة أحد أهم مواقع التلاقي الاجتماعي والفكري، خصوصاً وأنها ستكون بالقرب من جامعة الحديبية المقترحة ووسط مكة القديمة ومدينة بوابة مكة في المستقبل، وستجذب هذه الواحة الزوار من مختلف الخلفيات والمناطق عالمياً ومحلياً وتسهم في التلاقي لتبادل الخبرات والأفكار وغيرهما. وأوضح العرض أن الواحة ستستقطب على مدار العام المحاضرات والمؤتمرات والحوارات وستتضمن الكثير من المواقع منها مركز مجمع المعارض، ومركز التواصل، ومطاعم، ومرافق الإنتاج الإعلامي، ومركز الاجتماعات، وقاعة الحوارات العامة. يشار إلى أن إنشاء مركز الملك عبدالله للحوار والتواصل بين الحضارات كان وليد توصية أوصى بها المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار والذي عقد في مكةالمكرمة العام الماضي ونظمته الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي العام الماضي في مكةالمكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأكدوا فيه من خلال بيانهم الختامي ضرورة إنشاء «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للتواصل بين الحضارات» بهدف إشاعة ثقافة الحوار وتدريب وتنمية مهاراته وفق أسس علمية دقيقة، إضافةً إلى إنشاء «جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للحوار الحضاري» ومنحها للشخصيات والهيئات العالمية التي تسهم في تطوير الحوار وتحقيق أهدافه. وكان مجموعة المشاركين أنذاك توجهوا إلى الملك عبدالله بإنشاء هذا المركز مؤملين دعوته الكريمة لشخصيات مميزة ومتخصصة في الحوار من المسلمين ومن أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الوضعية المعتبرة لعرض الرؤية الإسلامية للحوار والتي صدرت عن ذلك المؤتمر، مع الاتفاق على صيغة عملية لحوار عالمي مثمر يسهم في حل المشكلات التي تعاني منها البشرية اليوم وذلك في أقرب فرصة ممكنة ومن ثم بذل مساعيه العالمية عبر الأممالمتحدة، ودول العالم ومنظماتها وفق ما يراه مناسباً. مؤكدين وقوفهم إلى جانبه - حفظه الله - في جهوده لخدمة الإسلام والمسلمين والبشرية أجمع فيما يحقق التعاون والاستقرار والسلام بين المجموعات البشرية كلها على اختلاف معتقداتها وثقافاتها.