بوغوتا – رويترز - حقق خوان مانويل سانتوس وزير الدفاع والمال السابق فوزاً ساحقاً في انتخابات الرئاسة في كولومبيا الأحد، ما منحه تفويضاً قوياً لمعالجة ازمات عدة، من العجز الكبير إلى العلاقات المتوترة مع فنزويلا. ويخلف سانتوس الرئيس ألفارو اوريبي على رأس الدولة، الحليف الاكبر لواشنطن في اميركا الجنوبية. وتعهد الرئيس المنتخب مواصلة السياسات المشجعة لقطاع الأعمال والتي أدت إلى ارتفاع الاستثمارات الأجنبية وواكبت موقفاً متشدداً من جانب الرأي العام إزاء المتمردين اليساريين. وأعلنت اللجنة الانتخابية ان سانتوس الذي دعمه اوريبي حصل على 69 في المئة من الاصوات في وقت حصل رئيس بلدية بوغوتا السابق انتاناس موكوس على 27 في المئة. وكان موكوس تحدى الأحزاب التقليدية أن تأتي بحكومة أكثر نزاهة. وسيترك أوريبي منصبه في آب (أغسطس) المقبل، لكن شعبيته ما زالت قوية بعد فترتي ولاية أضعف خلالهما متمردي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) اليسارية ونزع سلاح القوات شبه العسكرية المحظورة. وتزدهر الاستثمارات في قطاعي النفط والتعدين في البلاد على رغم أعمال العنف التي طال أمدها في صراع أثارته تجارة الكوكايين. ويتوقع ان ترحب الاسواق الاميركية بفوز سانتوس باعتباره استمراراً للسياسات الموالية للاستثمار، إذ من المرجح أن يعزز فوزه العملة الكولومبية والاسهم والسندات المحلية. وقال سانتوس لأنصاره في كلمة ألقاها بعد إعلان فوزه مساء الأحد: «الآن يمكننا بفضل الأمن الذي نتمتع به أن نركز على الرخاء من طريق توفير المزيد من فرص العمل ومحاربة الفقر وإتاحة الفرص للجميع». وفاز سانتوس بسهولة في الجولة الاولى التي أُجريت في 30 ايار (مايو) الماضي، لكنه لم يستطع تحقيق نسبة الخمسين في المئة المطلوبة لتفادي خوض جولة اعادة أمام منافسه انتاناس موكوس الاستاذ الجامعي السابق. ويتعين على سانتوس البالغ من العمر 58 سنة والذي عمل وزيراً للدفاع وساعد كولومبيا على اجتياز أزمة مالية في التسعينات من القرن الماضي، ان يعالج البطالة التي بلغت مستوى مرتفعاً وعجزاً كبيراً في الموازنة ونظاماً مكلفاً للصحة العامة في الوقت الذي ينتعش اقتصاد البلاد من الازمة العالمية. وحصل سانتوس وهو اقتصادي تدرب في الولاياتالمتحدة وبريطانيا على تسعة ملايين صوت وهو عدد قياسي بالنسبة الى رئيس في كولومبيا. ودعا سانتوس إلى حكومة وحدة وحظي بتأييد حزب المحافظين وحزب «كامبيو راديكال» اليميني وبعض أعضاء الحزب الليبرالي المعارض. لكن من الصعب أن يضاهي شعبية اوريبي التي قاربت ال 70 في المئة.