ما زالت الأوضاع الميدانية على الحدود بين اقليم كردستان العراق وتركيا تشهد توتراً ملحوظاً اثر التهديدات المتبادلة بين «حزب العمال الكردستاني» والجيش التركي، فيما وصل وفد من بعثة الأممالمتحدة في العراق الى القرى الكردية الحدودية للتحقيق في الأضرار البشرية والمادية الناتجة عن القصف التركي أخيراً. وأكد الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان العراق جبار ياور في تصريح الى «الحياة» وقوع «قصف مدفعي وجوي تركي شديد على قرى تابعة لناحية سيد كان في محافظة أربيل، ما أدى إلى مقتل طفلة وجرح طفل وامرأة من عائلة واحدة». وأضاف ياور أن «معلومات عسكرية تحدثت عن وجود اشتباك بين عناصر حزب العمال الكردستاني والجيش التركي قرب جبل مله زرد في المثلث الحدودي العراقي - الايراني - التركي. وحصل الاشتباك في منطقة جبلية وعرة جداً، وتوغلت قوة تركية داخل الحدود العراقية مسافة كيلومتر واحد حال الاشتباك، لكنها انسحبت فوراً. والمعلومات تحدثت عن وجود قتلى وجرحى في الاشتباك». وتابع أن «الأممالمتحدة في العراق كانت قلقة حيال الأوضاع على الحدود وخصوصاً بعد وقوع ضحايا مدنيين، لذا فإن وفداً من الأممالمتحدة زار المناطق والقرى الحدودية بطلب من حكومة اقليم كردستان لمعاينة الأوضاع وتقديم الاغاثة للأهالي المتضررين». الى ذلك، ذكر قائمقام قضاء العمادية اسماعيل محمد في تصريح صحافي أن «وفداً من الأممالمتحدة مكوناً من ممثلي مكتبي المنظمة الدولية في بغداد واقليم كردستان، وصل الى المنطقة التي تعرضت الى قصف تركي». وأضاف محمد: «اجتمعنا مع الوفد الزائر الذي يتفقد المنطقة لاجراء تحقيق في الاعتداءات العسكرية التركية وتقدير الاضرار ورفع تقرير بها». من جهته، ندد اتحاد برلمانيي كردستان بالقصف التركي والايراني الذي تتعرض له مناطق حدودية في الاقليم، مطالباً حكومة الاقليم والحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات اللازمة حياله. وجاء في بيان للاتحاد أن «القصف الذي تتعرض له قرى الإقليم أدى الى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف المدنيين الأبرياء، مطالباً بوقف فوري للقصف، وبأن تتخذ الحكومتان الكردية والعراقية الاجراءات المناسبة حياله واجراء تحقيق دولي في هذا الخصوص». وكانت الاوضاع تفاقمت على الحدود إثر عمليات عسكرية بين الجانبين التركي و«حزب العمال الكردستاني» الذي يرفع السلاح في وجه أنقرة منذ ثمانينات القرن الماضي، مطالباً باقامة وطن عرقي للأكراد جنوب البلاد. وكان 11 جندياً تركياً قُتلوا وجُرح 12 آخرون في هجوم مسلح شنه عناصر الحزب على ثكنة عسكرية تركية، فيما ردت الطائرات التركية بقصف جوي على مناطق أكد الجيش أنها مقرات للحزب. وهدد «العمال» بنقل الحرب الى داخل المدن التركية، فيما شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده لن تبقى صامتة.