اكتفت ايطاليا حاملة اللقب في 2006 بالتعادل مع نيوزيلندا المتواضعة نسبيا 1-1 اليوم الاحد على ملعب "مبومبيلا ستاديوم" في نيسلبروت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لمونديال جنوب افريقيا 2010. وكان "الازوري" استهل حملة الدفاع عن اللقب الذي توج به قبل اربعة اعوام على حساب نظيره الفرنسي بركلات الترجيح, بتعادله مع الباراغواي 1-1 في مباراة قدم خلالها رجال المدرب مارتشيلو ليبي اداء "مقبولا" تميز بالاندفاع والعزيمة الا انهم لم ينجحوا في الوصول الى شباك المنتخب الاميركي الجنوبي العنيد الذي خرج اليوم فائزا من مباراته مع سلوفاكيا 2-صفر ليتصدر المجموعة برصيد 4 نقاط ويقطع شوطا هاما للتأهل الى الدور الثاني, فيما اصبح ابطال العالم مطالبين بالفوز على سلوفاكيا في الجولة الاخيرة, على امل ان لا تفوز نيوزيلندا على الباراغواي من اجل تجنب حسابات الاهداف. ومن المرجح ان ينهي المنتخب الايطالي الدور الاول في المركز الثاني, ما يعني انه سيواجه المنتخب الهولندي متصدر المجموعة الخامسة في مواجهة نارية, او سيتخلى عن لقبه ويودع من الباب الصغير. ودخل "الازوري" الى مواجهته الثانية مع "أول وايتس" بعد تلك الودية التي فاز بها العام الماضي 4-3 في جنوب افريقيا ايضا, وهو يدرك ان الخطأ ممنوع بعد تعادله في الجولة الاولى, الا ان سيناريو مباراته امام الاخيرة تكرر لانه تخلف منذ الدقيقة 7 بهدف مشكوك بصحته سجله شاين سميلتز, لكن دانييلي دي روسي ادرك التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 29, ثم فشل الطرفان في الوصول الى الشباك ليتعادلان بالنتيجة وعدد النقاط ايضا. وما من شك في ان تعادل نيوزيلندا مع ايطاليا يعتبر بمثابة مفاجأة لكن "الازوري" اعتاد ان يكون ضحية المفاجات المدوية ولعل ابرزها عام 1966 عندما خسر امام كوريا الشمالية وعام 2002 حين خرج من الدور الثاني على يد كوريا الجنوبية, علما بان أبطال العالم اختبروا خيبة الخروج من الدور الاول خمس مرات اعوام 1950 عندما تنازلوا باكرا عن اللقب الذي توجوا به عام 1938, و1954 و1962 و1966 و1974. ودخل الايطاليون اللقاء مهاجمين منذ البداية لانهم لا يريدون ان يمنحوا المنتخب الاوقياني المشارك في النهائيات للمرة الثانية بعد 1982 اي فرصة لالتقاط انفاسه, والحصول على الثقة التي يمكن ان تخوله لتحقيق مفاجأة مدوية قد تعيد الايطاليين بالذاكرة الى مونديال 1986 عندما تنازل عن اللقب الذي توج به عام 1982 بخروجه من الدور الثاني للمونديال المكسيكي على يد فرنسا (صفر-2). الا ان بداية ابطال العالم لم تكن مثالية على الاطلاق لانهم وجدوا انفسهم متخلفين منذ الدقيقة السابعة بهدف سجله شاين سميلتز اثر ركلة حرة نفذها وينستون ريد فوصلت الى رأس سايمون ايليوت الذي حولها نحو المرمى لتصطدم بالقائد فابيو كانافارو وتتحضر امام سمليتز الذي غمزها داخل شباك ماركيتي, وقد اظهرت الاعادة ان مهاجم غولد كوست يونايتد كان متسللا بشكل واضح عندما انطلقت الكرة من رأس زميله. واحتفل كانافارو بالتالي بطريقة مخيبة بمعادلته الرقم القياسي الايطالي من حيث عدد المباريات في النهائيات (17) والمسجل باسم الحارس دينو زوف. وعجز رجال ليبي عن تهديد مرمى الحارس مارك باتسون رغم سيطرتهم على مجريات اللقاء بعد الهدف وكانت ابرز فرصهم تسديدة بعيدة من الظهير الايمن جانلوكا زامبروتا مرت قريبة من القائم الايمن (22), قبل ان يتحسن الوضع لكن الحظ عاند ابطال العالم عندما اطلق ريكاردو مونتوليفو كرة صاروخية من حوالي 20 مترا ارتدت من القائم الايمن (27), الا انهم نجحوا بعد ثوان معدودة في ادراك التعادل عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لمصلحتهم بعدما مسك تومي سميث لاعب وسط روما دانييلي دي روسي, صاحب الهدف امام الباراغواي, بقميصه واسقطه داخل منطقة الجزاء فانبرى لها ياكوينتا بنجاح (29). وواصل الايطاليون سيطرتهم على اللقاء سعيا خلف التقدم لكنهم فشلوا مجددا في الوصول الى مرمى مارك باتسون حتى دقيقة الاخيرة من الشوط الاول عندما تدخل الحارس النيوزيلندي ببراعة لصد كرة صاروخية اطلقها دي روسي من خارج المنطقة. وفي الشوط الثاني, زج ليبي بماورو كامورانيزي وانتونيو دي ناتالي بدلا من سيموني بيبي والبرتو جيلاردينو على التوالي لان الاخيرين لم يقدما شيئا يذكر في الشوط الاول, وكاد ان يثمر قرار المدرب الايطالي سريعا لكن باستون تألق وصد تسديدة "طائرة" من دي ناتالي (49). ثم اجرى ليبي تبديله الثالث فادخل مهاجما هو جامباولو باتزيني واخرج لاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو (61) سعيا خلف التقدم الذي كاد ان يأتي من الجهة المقابلة بتسديدة صاروخية لايفان فيسيليتش لكن محاولته مرت قريبة من القائم الايمن (63). ورد المنتخب الايطالي بفرصة خطيرة جدا من المسافة البعيدة ايضا وكان صاحبها مونتوليفو لكن باتسون تعملق وانقذ فريقه (70), وحبست انفاس الايطاليين عندما سدد كريس وود كرة صاروخية بعدما تخلص من كانافارو لكن محاولة مهاجم وست بروميتش البيون الانكليزي مرت قريبة جدا من القائم الايسر (83). ورد كامورانيزي بتسديدة قوية من خارج المنطقة صدها باستون ببراعة مجددا (88) قبل ان يطلق الحكم صافرة النهاية بالتعادل, ما يعني ان الانفاس ستحبس في الجولة الاخيرة المقررة في 24 الحالي لمعرفة هوية المتأهلين الى الدور الثاني.