جوهانسبورغ - ا ف ب - حافظت إيطاليا حاملة اللقب على تقليدها التاريخي في المعاناة خلال دور المجموعات واكتفت بالتعادل مع نيوزيلندا المتواضعة نسبياً 1-1 أمس (الأحد) على ملعب «مبومبيلا ستاديوم» في نيسلبروت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لمونديال جنوب أفريقيا 2010. وكان «الازوري» استهل حملة الدفاع عن اللقب الذي توّج به قبل أربعة أعوام على حساب نظيره الفرنسي بركلات الترجيح، بتعادله مع الباراغواي 1-1 في مباراة قدم خلالها رجال المدرب مارتشيلو ليبي أداء «مقبولاً» تميز بالاندفاع والعزيمة إلا أنهم لم ينجحوا في الوصول إلى شباك المنتخب الأميركي الجنوبي العنيد الذي خرج فائزاً من مباراته مع سلوفاكيا 2-صفر ليتصدر المجموعة برصيد 4 نقاط ويقطع شوطاً مهماً للتأهل إلى الدور الثاني، فيما أصبح أبطال العالم مطالبين بالفوز على سلوفاكيا في الجولة الأخيرة، على أمل ألا تفوز نيوزيلندا على الباراغواي من أجل تجنب حسابات الأهداف. ومن المرجح أن ينهي المنتخب الإيطالي الدور الأول في المركز الثاني، ما يعني أنه سيواجه المنتخب الهولندي متصدر المجموعة الخامسة في مواجهة نارية، أو سيتخلى عن لقبه ويودع من الباب الصغير. وما من شك في أن تعادل نيوزيلندا مع إيطاليا يعتبر بمثابة مفاجأة، لكن «الازوري» اعتاد أن يكون ضحية المفاجآت المدوية ولعل أبرزها عام 1966 عندما خسر أمام كوريا الشمالية وعام 2002 حين خرج من الدور الثاني على يد كوريا الجنوبية، علماً بأن أبطال العالم اختبروا خيبة الخروج من الدور الأول خمس مرات أعوام 1950 عندما تنازلوا باكراً عن اللقب الذي توّجوا به عام 1938، و1954 و1962 و1966 و1974. وبدأ ليبي الباحث عن أن يكون أول مدرب يحتفظ باللقب بعد مواطنه فيتوريو بوتزو (1934 و1938)، اللقاء بالتشكيلة ذاتها التي واجهت الباراغواي باستثناء غياب الحارس جانلويجي الذي استبدل في الشوط الثاني من المباراة الأولى وحلّ بدلاً من حارس كالياري فيديريكو ماركيتي، والأمر ذاته ينطبق على نظيره ريكي هيربرت الذي لم يُجر أي تعديل على التشكيلة التي منحت «اول وايتس» نقطتهم الأولى في كأس العالم بعد تعادلهم مع سلوفاكيا 1-1 في الجولة الأولى، علماً بأن المنتخب الأوقياني يشارك في العرس الكروي للمرة الثانية بعد 1982. ودخل الإيطاليون اللقاء مهاجمين منذ البداية لأنهم لا يريدون أن يمنحوا المنتخب الأوقياني المشارك في النهائيات للمرة الثانية بعد 1982 أي فرصة لالتقاط أنفاسه، والحصول على الثقة التي يمكن أن تخوله تحقيق مفاجأة مدوية قد تعيد الإيطاليين بالذاكرة إلى مونديال 1986 عندما تنازل عن اللقب الذي توّج به عام 1982 بخروجه من الدور الثاني للمونديال المكسيكي على يد فرنسا (صفر-2). إلا أن بداية أبطال العالم لم تكن مثالية على الإطلاق لأنهم وجدوا أنفسهم متخلفين منذ الدقيقة السابعة بهدف سجله شاين سميلتز إثر ركلة حرة نفذها وينستون ريد فوصلت إلى رأس سايمون ايليوت الذي حوّلها نحو المرمى لتصطدم بالقائد فابيو كانافارو وتتحضر أمام سمليتز الذي غمزها داخل شباك ماركيتي، وأظهرت الإعادة أن مهاجم غولد كوست يونايتد كان متسللاً بشكل واضح عندما انطلقت الكرة من رأس زميله. واحتفل كانافارو بالتالي بطريقة مخيبة بمعادلته الرقم القياسي الإيطالي من حيث عدد المباريات في النهائيات (17) والمسجل باسم الحارس دينو زوف. وعجز رجال ليبي عن تهديد مرمى الحارس مارك باتسون على رغم سيطرتهم على مجريات اللقاء بعد الهدف، وكانت أبرز فرصهم تسديدة بعيدة من الظهير الأيمن جانلوكا زامبروتا مرت قريبة من القائم الأيمن (22)، قبل أن يتحسّن الوضع لكن الحظ عاند أبطال العالم عندما أطلق ريكاردو مونتوليفو كرة صاروخية من حوالى 20 متراً ارتدت من القائم الأيمن (27)، إلا أنهم نجحوا بعد ثوان معدودة في إدراك التعادل عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لمصلحتهم بعدما مسك تومي سميث لاعب وسط روما دانييلي دي روسي، صاحب الهدف أمام الباراغواي، بقميصه وأسقطه داخل منطقة الجزاء، فانبرى لها ياكوينتا بنجاح (29). وفي الشوط الثاني، زج ليبي بماورو كامورانيزي وانتونيو دي ناتالي بدلاً من سيموني بيبي والبرتو جيلاردينو على التوالي لأن الأخيرين لم يقدما شيئاً يذكر في الشوط الأول، وكاد أن يثمر قرار المدرب الإيطالي سريعاً لكن باستون تألق وصدّ تسديدة «طائرة» من دي ناتالي (49).