بدأ أمس في مدينة صلالة العُمانية (محافظة ظفار، ألف كيلومتر جنوب مسقط)، مشروع تجميع مياه الضباب الذي تنفذه وزارة البيئة والشؤون المناخية بالتعاون مع شركة «ميتسوبيشي» للتجارة اليابانية العامة، في خمس سنوات، ضمن مشاريع الحكومة العمانية لمكافحة التصحر في المحافظة. واعتمدت السلطنة مجموعة من المشاريع بعد ندوة متخصصة للتخفيف من حالات التصحر، من خلال برامج ومشاريع مهمة بالتعاون مع منظمات دولية وإقليمية ومع القطاع الخاص. ويبدأ اليوم في محافظة ظفار موسم تتعرض فيه المنطقة لمناخ استوائي يستمر ثلاثة أشهر، يخيم خلالها الضباب على الجبال والسهول مع تعرضها لرذاذ خفيف طوال هذه الفترة. ويبلغ معدل درجات الحرارة نحو 15 درجة مئوية، فيما يمكن لزوار الجبال التنزه داخل الضباب الذي يقلص مجال الرؤية الى اقل من متر واحد في بعض الأحيان. وتُستخدم في المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج، تقنية تجميع مياه الضباب لتأمين مياه مدة 300 يوم، حيث سيتم خزن المياه أثناء الفصل المذكور لتستخدم في ما بعد في ري غرسات الأشجار لتشكيل حزام أخضر يتوسع مع الوقت. وأوضح المدير العام لصون الطبيعة في وزارة البيئة والشؤون المناخية علي الكيومي، أن المشروع سيساهم في التخفيف من حالات التصحر في محافظة ظفار من خلال الاعتماد على المياه المتجمعة من الضباب لري الكثير من المزروعات، ويتوقع ان يساعد في تغطية الجبال بالنباتات وفي توفير إمدادات مياه عذبة في سهل صلالة في المستقبل. وأشار إلى ان مساهمة شركة «ميتسوبيشي» تتمثل بتوفير التقنية وتمويل مجمعات مياه الضباب وتركيبها، وأنابيب المياه ومرفق الري وتكاليف التشغيل والصيانة. في المقابل تؤمن الوزارة الأرض المناسبة للمشروع والإشراف عليه. ونوه الكيومي بإدراك بلاده المبكر لأهمية وقف ظاهرة التصحر من خلال وضع خطة عمل وطنية بالتعاون مع المنظمة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة ل «اليونيب» ومنظمة الأغذية والزراعة، واشتملت على وضع سجل للموارد الطبيعية للسلطنة ومصادر المياه والغطاء النباتي والتربة والنفط والغاز والمعادن وتحديد الإطار الاجتماعي والاقتصادي والتطور الاقتصادي للإنتاج المحلي والصادرات والواردات والوضع الاجتماعي ( السكان والتعليم والتوظيف والقوى العاملة والزراعة ). وكذلك التركيز على حالة التصحر بالسلطنة وأسبابها واحتمال انتشارها واستراتيجية السيطرة عليها، وتنفيذ مشروع استخدام النماذج والأنظمة والمحاكاة والاستشعار من بعد لرصد حالة الغطاء النباتي والأراضي والمياه وتقويمها، ومتابعة مشاريع مكافحة التصحر، وتنفيذ قرارات ندوة التصحر في السلطنة والتي تمخضت عنها قرارات متعلقة بمكافحته وحماية المصادر المائية وخفض أعداد الحيوانات لتخفيف الضغط على المراعي في محافظة ظفار، إضافة إلى تنمية المناطق الصحراوية وتعميرها.