لم يستطع الطالب (ع ش) تفادي أنامل أحد المعلمين أثناء تمريرها في ثنايا ثوبه وتحت شماغه بذريعة تفتيشه قبل تمكينه من دخول صالة اختباره، وعجز عن إبداء رفضه لأسلوب بالٍ، يؤسس لمبدأ سوء الظن والشك في الطالب، لافتاً إلى أن المبالغة في التفتيش تحفّز الطلاب على التحايل على مفتشي صالات الاختبار، مكتفياً بنفث زفرة معاناة من مجتمع يحاول ترسيخ مفاهيم تربوية راقية مبنية على حسن الظن والثقة في الطلاب، وهو ما ينعكس على نفسياتهم ومعنوياتهم، ويزعزع ثقة الطالب في قدراته وذاته. فيما لفت الطالب في إحدى مدارس الباحة (ي. ر) إلى أن محترفي الغش من الطلاب يستطيعون كسر حاجز التفتيش والمرور آمنين في ظل استعانتهم بالتقنية التي يمكن أن تساند الطالب الذي يضمر نية الغش من دون أن يكتشفه المراقب مطالباً بإلغاء مبدأ تفتيش الطالب قبل دخول صالة الاختبار. من جانبه، أوضح مدير الاختبارات في «تعليم الباحة» عبدالرحمن أبو راس، أن لائحة الاختبارات لم تنص على تفتيش الطلاب، مؤكداً أن وزارة التربية والتعليم تعنى بنفسيات الطلاب، وتهيئتهم ذهنياً ونفسياً لأداء الاختبار من دون استفزاز أو ضغوط، مشيراً إلى أن إدارات التعليم ومديري المدارس والمشرفين والمعلمين يجندون أنفسهم لخدمة الطالب والرقي بمعنوياته طوال فترة الاختبار. من جانبه، أوضح التربوي خميس الغامدي أن افتراض وجود الثقة من ركائز حقوق الإنسان عموماً والطالب خصوصاً، ومن ضمن لوائح القانون أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، مضيفاً أن تفتيش الطلاب والطالبات يتنافى مع القيم الأخلاقية، ويلحق إساءة بالطالب الخاضع للتفتيش ويضعف ثقته بنفسه. فيما يذهب أحد معلمي المرحلة الثانوية في منطقة الباحة إلى أن تفتيش الطالب مخالفة للأهداف العليا للتربية والتعليم التي تسعى إلى بناء شخصية متوافقة للطلاب من خلال التعامل معهم ضمن أهداف معرفية تنمّي فيهم السلوك الحسن والثقة بالنفس والاعتماد على القدرات، مؤكداً أنه يتحاشى تفتيش الطلاب خشية اتهامه بالتحرش، كون التفتيش يقوم على سوء الظن واصفاً التفتيش بالتصرف غير المسؤول، مرجعاً ما يحدث من تكدس الطلاب أمام قاعات الاختبار إلى خوف الطلاب والمعلمين من فعل أو سلوك غير تربوي يسيء إلى المعلمين والطلاب.