ما أن تبدأ الاختبارات حتى تنشط «تجارة المفلسين» من مروجي المخدرات - كفانا الله شرهم – وهم يحاولون تسويق أنواع المخدرات على طلاب المدارس، خصوصاً طلبة المرحلة الثانوية، ويروجون بحيلهم الماكرة لحكايات الوهم والأحلام الكاذبة والوعود المزيفة، وهم يقسمون لهم كذباً بأن نجاحهم مرهون بتناولهم المخدرات، وأنها قادرة على زيادة «فهمهم وتركيزهم وسهرهم» ومن ثم «تفوقهم»، وهي – لعمري – كلمات تصنع الموت البطيء في نفوس الطلاب الغضة والعقول الشابة التي تحلم بغدٍ مشرق، فتجد مروجاً للمخدرات لا يخاف الله ولا عقوبة ما يصنع، يخدعهم بدجله وكذبه وليس له سوى الحلم بالمال، ولو كان على حساب «تدمير» أبناء وطنه، فهو لا يهم، ولو عَلِم أبناؤنا الطلاب بمكر هؤلاء المروجين للمخدرات ومدى خداعهم لما صدقوهم في شعار واحد من شعارات الوهم والمكر والخداع التي يرفعونها، وإلا لكانوا أحق بصنع مجدهم لأنفسهم بما يحاولون ترويجه على طلاب لا هم لهم إلا كيف ينجحون. اسمحوا أن أهمس همسة صادقة في آذان الطلاب ومعهم الآباء والمعلمون لأقول: أيها الآباء والمعلمون «قولوا لأولادكم ولطلابكم الحقيقة، وبينوا لهم ما يمكن أن يلحق بهم من الضرر لو هم «صدّقوا» شياطين الإنس من باعة المخدرات ومروجيها، الذين يريدون تدمير عقولهم بالمخدرات، فهم ينشطون هذه الأيام، وعليهم أن يقاوموهم ولا يرخوا أسماعهم لإغراءاتهم، فإن هم «عموا أبصارهم وصكوا أسماعهم» عن تحذيركم، فليعلموا بأن كل جرعة مخدر أو قرص من «الكبتاغون» يعني بداية النهاية لحياتهم، وأنهم قد وقفوا على حافة الهاوية والدمار النفسي والجسدي، ووضحوا لهم كيف أن مروجي المخدرات باعوا دينهم وبعضهم باع عرضه ورهن ابنته وزوجته وأغلى ما يملك - وملفات مكافحة المخدرات تشهد بعشرات القصص المبكية - وباعوا أثمن ما يملكونه في سبيل أن يكسبوا أو أن يحصلوا على المخدرات ليبيعوها أو يتعاطوها فلا تُخفوا عليهم الحقيقة. أما أبناؤنا الطلاب فأقول مخلصاً لهم: لا تصدقوا كذب ما يزعمه مروجو المخدرات من أنها تزيد في تركيزكم، أو تساعدكم في السهر أو الفهم، فأضرارها على وظائف الجسم مخيفة، كالتهاب خلايا المخ، وتآكل ملايين الخلايا العصبية، ما يضعف الذاكرة ويؤدي إلى فقدان التركيز وحدوث الهلاوس السمعية والبصرية، وتأثيرها على القلب وارتفاع ضغط الدم لضيق الشرايين ومن تفجرها، أو الإصابة بالجلطات وتعطيلها للكبد بسبب ما تحمله المخدرات من سموم إلى داخل الجسم، لهذا لا تصدقوا من يقول لكم أنها تنسي المرء الهموم، بل هي بداية الهموم وجر الأحزان إلى حياة متعاطيها، لأنها تدخله في دوامة من ضياع العقل والاضطرابات النفسية، ولو تأملتم قليلاً فيمن تعاطاها لوجدتم أن ظهور الأعراض الانسحابية عليه، فبدأ يشعر بالقلق والاكتئاب والهيجان العصبي وعدم القدرة على النوم، وفقدان شهية الطعام، ومن ثم يدخل في دائرة الموت البطيء، إذ لن يستطيع بعدها إنقاذ نفسه من الوصول إلى الإصابة بالذهان العقلي نتيجة لعدم مقدرته على التركيز، ويصل أخيراً إلى مرحلة الإدمان، وهي نذير بالنهاية المحتومة لبيع كل شيء تحت تأثير الرغبة في التعاطي. [email protected]