طبّق مشروع التأهيل البيئي للوادي، آلية مبتكرة غير مسبوقة في المنطقة في مجال إعادة الغطاء النباتي للوادي، تمثلت في نقل نحو ألفي شجرة صحراوية كبيرة من مناطق مختلفة وإعادة غرسها على امتداد المشروع الذي يزيد عن 80 كيلو متراً من العمارية شمالاً حتى الحاير جنوباً.وتضمنت هذه الآلية العلمية التي نفذتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض للمرة الأولى في المملكة، تحديد مناطق غير آهلة تتمتع بكثافة في الأشجار، وتكون مهددة بالزحف العمراني، أو معرضة الأشجار التي فيها للزوال نتيجة لمشاريع التطوير المختلفة، ومن ثم تقديم الرعاية والري لهذه الأشجار المختارة لمدة زمنية محددة، لتهيئة هذه الأشجار للنقل بأساليب علمية، تمهيداً لنقلها إلى الوادي بطرق خاصة، وصولاً إلى إعادة غرسها في الوادي في مواقع منتقاة تتطابق مع البيئة التي خلعت منها. وأوضحت هيئة تطوير الرياض في بيان صحافي أصدرته أمس، أنها نجحت في تطبيق هذه التجربة في مختلف أرجاء الوادي، «إذ استعادت هذه الأشجار نموها في مواقعها الجديدة، وأسهمت في تكثيف الغطاء النباتي للوادي، فضلاً عن دورها في تخفيف درجات الحرارة في المناطق المحيطة بالوادي، وإنعاش الحياة الفطرية والبيئية فيها». وأشارت إلى أنه في الإطار ذاته، جرى غرس 30 ألف شجرة صحراوية في بطن الوادي، وغرس نحو سبعة آلاف نخلة منها 2100 نخلة تم غرسها في الجزء الواقع من شمال طريق العمارية إلى سد وادي حنيفة، إضافة إلى غرس 4400 نخلة في الجزء الواقع من جسر العريجاء حتى بحيرات الجزعة، فيما تم غرس 500 نخلة في الجزء الممتد من بحيرات الجزعة إلى سد الحاير. وذكرت أنه جرى غرس أكثر من 50 ألف شجيرة عن طريق الاستزراع من البذور والشتلات الجاهزة، على امتداد مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، إلى جانب تنفيذ نظام ريّ يدوي يشمل مجموعة من الآبار، وخطوط الري في الوادي، بطول يزيد عن 40 كيلو متراً لري الأشجار في أوقات الجفاف. كما شملت الإجراءات التي اتخذتها الهيئة لإعادة الغطاء النباتي في المشروع، تطعيم المناطق المقفرة من النباتات في الوادي بنباتات تنبت طبيعياً في الوادي عبر نقلها من بعض الشعاب ذات الكثافة النباتية العالية، وغرسها في بعض أجزاء الوادي المقفرة، كأشجار الطلح والسمر والأثل. وكانت عملية إعادة الغطاء النباتي في مشروع تأهيل وادي حنيفة انطلقت بعدد من الأسس، من أبرزها: إعادة غرس النباتات التي سبق أن كانت من مكونات الوادي في السابق، واعتماد مستوى تشجير بكثافة يمكن الحفاظ عليه بقدرات الوادي الطبيعية الذاتية من مياه سطحية وجوفية.