زعمت الحكومة الصومالية أمس الجمعة قتل سبعة مسلحين من «حركة الشباب المجاهدين» بعدما صدّت قواتها هجوماً شنّه مقاتلو الحركة على مقر حكومي في منطقة «حوش» غرب العاصمة مقديشو. وقال يوسف إبراهيم أفرح، نائب رئيس حي «طاركينلي»، إن عشرات المقاتلين من الحركة هاجموا بعد صلاة الفجر مقراً حكومياً ما أدى إلى اندلاع قتال عنيف استمر قرابة ساعة من الزمن بين القوات الحكومية ومسلحي الحركة. إلا أن قوات الحكومة استطاعت طرد المهاجمين وحملهم على الفرار وعثرت على جثث سبعة منهم في أرض المعركة. وأضاف أفرح الذي تحدث إلى «الحياة» عبر الهاتف في اتصال مقتضب من مقديشو، أن 11 جندياً من قوات الحكومة أصيبوا بجروح في أثناء القتال وأن أربعة منهم في حال الخطر. ولم يتسن التأكد من صدق ادعاء أفرح من مصدر مستقل، إذ أن المنطقة التي وقع فيها القتال شبه خالية من المدنيين. كما لم يتحدث أي من مسؤولي «حركة الشباب» عن مجرى المعركة، علماً أنه يصعب الاتصال بهم عبر الهاتف في كثير من الأوقات. غير أن وكالة «فرانس برس» نقلت من مقديشو عن مصدر رسمي وشهود عيان إن المعارك التي اندلعت بين مقاتلي «حركة الشباب» والقوات الحكومية أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلاً في مقديشو. ونقلت عن العقيد أحمد وارسام وهو مسؤول عسكري حكومي أن «المتمردين بدعم من إرهابيين أجانب هاجموا مواقعنا في حوش هذا الصباح ووقعت معارك عنيفة أدت إلى سقوط العديد من القتلى. وجثثهم (المتمردين) في طرق المنطقة». وأضاف وارسام: «رأيت جثث ثمانية ناشطين» من «حركة الشباب»، مضيفاً أن ثلاثة جنود حكوميين قُتلوا ورابعاً أصيب بجروح في المعارك. وأكد شهود اتصلت بهم وكالة «فرانس برس» وجود جثث مقاتلين في شوارع الحي. وقال آدم سيدو: «رأيت حوالى عشر جثث في حي حوش. لا أستطيع أن أحدد إلى أي مجموعة ينتمون لأنني كنت هارباً عندما رأيتهم». وروى شاهد آخر هو محمد آد أن «عناصر من الشباب مدججين بالسلاح شنوا هجوماً كبيراً هذا الصباح وقد أفقنا على صوت المدافع. لحسن الحظ أن غالبية القتلى من المقاتلين ونجا المدنيون. رأيت جثث ستة متمردين قتلوا خلال المعارك». ولا يمثّل إدعاء الحكومة صد هجوم مسلحي المعارضة وقتل عدد منهم في جنوب مقديشو إنجازاً باهراً للحكومة المضعضعة أصلاً. إذ تعوّدت أطراف النزاع في الصومال على مهاجمة مواقع بعضها البعض في شكل شبه يومي. إلا أن أياً من طرفي النزاع لم يغيّر خريطة الحرب في العاصمة الصومالية المنقسمة إلى قسمين: جزء كبير منها في يد الإسلاميين المناهضين لإدارة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد، والجزء الصغير المتبقي في يد الحكومة المختفية في جيوب محدودة يحرسها جيش واهن الأركان تدعمه قوة أفريقية محدودة الصلاحية.