قال الروائي التركي أورهان باموق الفائز بجائزة "نوبل" إن تركيا تستغل تهمة إهانة الرئيس رجب طيب إردوغان لتخويف المعارضة وإسكاتها، وإنه ينبغي على زعماء أوروبا اتخاذ موقف حازم مع أنقرة بشأن حرية التعبير. وينظر مدعون في أكثر من 1800 دعوى ضد أناس بتهم إهانة إردوغان منذ أن أصبح رئيسا للبلاد عام 2014، وتشمل صحافيين ورسام كاريكاتير ومراهقين. وينظر مدعون في ألمانيا في دعوى ضد ممثل ألماني سخر من إردوغان على التلفزيون الألماني. وعقب جلسة في محكمة يمثل أماها مراد بيلج وهو كاتب وأكاديمي يواجه تهمة إهانة إردوغان في عمود صحافي، قال باموق إن أوروبا بحاجة للانتباه أكثر إلى سجل تركيا في حرية التعبير وهي تبرم اتفاقات بشأن الهجرة وتخفيف القيود على إصدار التأشيرات للأتراك. وأبلغ باموق "رويترز" أن "هذا ليس له علاقة بإهانة الرئيس. هذا فقط لإسكات المعارضة السياسية. هذا يهدف لإرهاب الناس وتخويف البلاد حتى لا ينتقد أي شخص الحكومة". ولتركيا سجل طويل في استخدام المحاكم في معارك سياسية. ومثل باموق (64 عاما) أمام محكمة قبل عشرة أعوام في تهم "إهانة تركيا" لتعليقاته بشأن قتل الأرمن والأكراد. وأسقطت التهم عنه فيما بعد. وقال إردوغان مراراً إنه يتقبل النقد، لكنه يرفض الإهانة وإن المحامين سيواصلون رفع دعاوى قضائية ضد أي شخص يوجه له إهانة. ونفى مساعدوه أن تكون الدعاوى القضائية موجهة لإسكات معارضيه. وقال مراد بيلج (73 عاما) خارج مقر المحكمة في اسطنبول إن الرئيس "مصمم بشدة على خلق مجتمع جديد حيث لا مكان لمبدأ الفصل بين السلطات". ونفى بيلج التهم الموجهة له. وستنعقد جلسة محاكمته مجددا يوم 20 أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال باموق الفائز بجائزة "نوبل" للآداب عام 2006: "آمل من زعماء الاتحاد الأوروبي عندما يصافحون الزعماء الأتراك... أن يتحدثوا بين الحين والآخر عن حرية التعبير". ويدافع باموق عن حرية التعبير وحرية الصحافة، وترجمت أعماله إلى نحو 30 لغة وتسجل كتاباته واحدة من أعلى المبيعات في تركيا.