واشنطن - يو بي أي - جدد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انتقاد بلاده فرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات أحادية الجانب على إيران، غير أنه حذر من أن تطوير طهران لقنبلة نووية سيدفع بدول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسير على الطريق نفسه. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مدفيديف اليوم الجمعة إعرابه عن قلقه من أن تؤذي العقوبات الجديدة التي تفرضها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الشعب الإيراني وليس الحكومة، وقال إنه تم فرض هذه العقوبات بعد أن وافقت روسيا على رزمة عقوبات تم التفاوض عليها بدقة في مجلس الأمن. وأوضح "قبل بضعة سنوات، كان ليكون ذلك مستحيلاً"، وأشار إلى أنه ليس للولايات المتحدة ما تخسره عبر فرض عقوبات إضافية على إيران بما أنه ليس لها علاقات معها مثل روسيا والصين، وقال "لم نتفق على ذلك حين ناقشنا القرار المشترك في الأممالمتحدة". وقال "يجب أن نعمل بالإجماع، وإن فعلنا ذلك سنصل إلى النتيجة المرغوبة". وكانت كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا هذا الأسبوع عقوبات تستهدف شركات في إيران لارتباطها بالماف النووي. من ناحية أخرى، أعرب مدفيديف عن قلقه من الوضع في جمهورية قيرغيزستان التي تشهد تصاعداً لأعمال العنف العرقية وحذر من أن تسيطر جماعات متطرفة على الدولة الواقعة على الحدود مع أفغانستان، مشيراً إلى احتمال سيطرة نظام متطرف مثل طالبان في البلاد. وأوضح أن روسيا تراقب عن كثب تطورات النزاع العرقي، الذي أدى إلى مقتل نحو 200 شخص حتى الآن وفق الأرقام الرسمية، حيث تلجأ الأقليات الأوزبكية إلى الحدود مع أوزباكستان، مشيراً إلى أن بعض الجرحى قد قتلوا كما أحرقت سيارات الإسعاف. كما قارب الرئيس الروسي موضوع القاعدة الأميركية في قيرغيزستان، التي عارضتها روسيا في السابق. وقال "إن مستقبل هذه القاعدة في أيدي الحكومة القرغيزية"، غير أنه قال إنه "لا يجب أن تبقى هذه القاعدة مفتوحة إلى الأبد". أمّا في الموضوع الكوري، فقال إن روسيا لا تزال مستمرة في تحقيقاتها بحادث غرق السفينة "تشونان" الكورية الجنوبية التي قضى فيها 46 بحاراً، فيما تتهم سيول كوريا الشمالية بالهجوم. كما أثنى على "الشركاء الصينيين" الذين استمروا في الحفاظ على علاقاتهم بالنظام الكوري الشمالي وقال "على الرغم من صعوبات التواصل مع كوريا الشمالية لا يمكن حشرهم في الزاوية وجعل المسألة متوترة لتؤدي إلى عمل غير مناسب". من ناحية أخرى، دعا مدفيفيدف إلى عدم التقليل من أهمية الأزمة المالية في أوروبا وتهديدها للعملة الأوروبية الموحدة، كما لم يستبعد تقديم مساعدات مالية للدول الأوروبية التي نعاني من مشاكل، غير أنه قال إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تحمل عبء أي "تدخل كبير"، مشيراً إلى أن روسيا تتأثر بسير الأمور في القارة الأوروبية على الرغم من عدم كونها جزءً من الاتحاد الأوروبي. كما تناول ميدفيديف التسرب النفطي في خليج المكسيك في الولاياتالمتحدة، وألمح إلى إن الكارثة ستؤدي إلى إعادة تقييم روسيا لشراكتها المربحة مع شركة "بريتيش بيتروليوم" (بي بي)، المهددة بخسارة مليارات الدولارات، غير أنه قال إن الحادث سيؤدي إلى إعادة التفكير في التنقيب عن النفط حول العالم. وقال "هذا جرس إنذار" وأضاف "بالطبع نحن لسنا غير مهتمين بمستقبلهم، على أمل أن يتمكنوا من تحمل الخسارة".