لندن، واشنطن، وارسو - أ ف ب، يو بي آي - نفت حركة «طالبان» الافغانية صحة تقرير نشره مركز «لندن سكول أوف ايكونوميكس» الاحد الماضي، استناداً الى مقابلات أجريت مع خمسة من قادة طالبان في افغانستان بين شباط (فبراير) وأيار (مايو) الماضيين، لمح الى تلقيها تمويلاً وتدريباً وحماية من وكالة الاستخبارات الباكستانية. وفيما أورد التقرير ان «العلاقات بين وكالة الاستخبارات الباكستانية وعناصر طالبان تتخطى كل ما كان يعتقد حتى الآن»، مشيرة الى ان الوكالة «تنظم وتدعم وتؤثر بشكل كبير على الحركة»، اتهمت الرسالة التي أصدرها «مجلس شورى» طالبان افغانستان، ورصدها مركز «سايت» الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية على الانترنت، معهد الدراسات البريطاني ب «تلفيق التقرير من أجل حماية المصالح الاميركية والبريطانية في هذا البلد». واضافت الرسالة ان «أي عقل منطقي لن يقتنع بأن باكستان المتحالفة مع الولاياتالمتحدة يمكن ان تدعم الجهاد ضد الوجود الاميركي في افغانستان». في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لبدء سحب قواته من أفغانستان في تموز (يوليو) 2011 سيعتمد على الظروف في كابول»، لافتين إلى أنه لم يتقرر بعد مدى سرعة سحب هذه القوات، فيما قد يخلق عدم التقدّم في الحرب توتراً في الإدارة الأميركية في شأن صلاحية الخطة. وأشارت الصحيفة الى أن المشاكل في القضاء على «طالبان» في أفغانستان وسياسة المراوغة للرئيس حميد كارزاي أحدثت نقاشات مقلقة في الإدارة الأميركية في شأن إذا كان الجدول الزمني الذي حدده أوباما لبدء سحب القوات مجدياً. ولفتت إلى أنه حتى قبل ظهور هذه العوائق شككت الجهات العسكرية الأميركية بشكل كبير في شأن موعد بدء الانسحاب، «لكن أوباما أصر عليه كطريقة لإنهاء الحرب الأفغانية التي باتت في عامها التاسع». وأفادت بأن «البيت الأبيض ينتظر المراجعة التي حددت في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لتقويم اذا كان الموعد المحدد لبدء الانسحاب من أفغانستان ما يزال يعمل». وتوقع المسؤولون عودة عدد ضئيل من الجنود إلى الولاياتالمتحدة، في حال بدء الانسحاب، فيما اعلن بروس ريدل، الذي ساعد في صوغ استراتيجية الإدارة الأميركية الأولى الخاصة بأفغانستان السنة الماضية، ان الأمور لا تبدو جيدة، «اذ لا مؤشرات كافية إلى التغيير الذي يأمله الناس». ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري رفيع، قوله إن «اعتقاد أي شخص بأن مسألة قندهار ستحل هذه السنة فهو بالطبع يكذب على نفسه»، فيما صرح مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن «أشخاصاً يريدون دائماً إعادة النظر في الاستراتيجية». الى ذلك، أعلن وزير الدفاع البولندي بوغدان كليش ان بلاده ستسحب قواتها من افغانستان قبل عام 2013، متوقعاً ان تتسلم السلطات الافغانية السنة المقبلة المسؤولية في بعض مناطق ولاية غزنة حيث تنتشر القوات البولندية. وقال: «قبل نقل المسؤولية في مختلف مناطق غزنة والانسحاب من افغانستان يجب استعادة زمام المبادرة من أيدي العدو. من غير المقبول ان يطلق العدو النار علينا من دون ان يلقى عقاب». وقتل جندي بولندي واصيب اثنان آخران بجروح طفيفة الثلثاء في هجوم بالصواريخ استهدف قاعدة شرق افغانستان، ما رفع الى 18 عدد الجنود البولنديين الذين قتلوا منذ بدء نهاية 2001، علماً ان الوحدة البولندية تضم 2500 جندي ويفترض ان يبلغ عددها 2600 عسكري بحلول نهاية السنة. وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك اعلن السبت الماضي ان بلاده ترغب في بحث استراتيجيتها للانسحاب من افغانستان خلال قمة الحلف الاطلسي (ناتو) المقررة في لشبونة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. كارزاي الى طوكيو وأمس، غادر الرئيس كارزاي يرافقه وزيرا الخارجية والمال ومستشار الامن القومي رانجين دادفار سبانتا، كابول الى اليابان احدى ابرز الدول المانحة للمساعدات لافغانستان، ووعدت السنة الماضية بتقديم نحو 5 بلايين دولار من المساعدات لافغانستان بحلول 2013. ويلتقي كارزاي الامبراطور اكيهيتو ورئيس الوزراء الياباني الجديد ناوتو كان ووزير الخارجية كاتسويا اوكادا، فيما يواجه اسئلة صعبة حول ادارة الحكم والفساد، ومطالب بحصول على ضمانات بأن المساعدة لن تستغل في رشاوى. وتعتبر هذه الزيارة الرابعة لكارزاي الى اليابان والاولى له منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية منتصف السنة الماضية والتي واجهت انتقادات واسعة بالتزوير. وستركز المحادثات مع رئيس الوزراء ناوتو ووزير الخارجية أوكادا على تحسين الامن وتنمية البلاد التي تعاني من الحروب والفقر، علماً ان المسؤول الاعلامي في وزارة الخارجية اليابانية كازوو كوداما قال: «نتعاطف مع التحديات التي يواجهها كارزاي، لكن يجب ان ينظم حكومته لتخطي التحديات».