دبلن - أ ف ب - أعلنت الحكومة الإرلندية أمس أنها ستطرد ديبلوماسياً إسرائيلياً بسبب استخدام جوازات سفر إرلندية مزورة من قبل اشخاص يشتبه في ضلوعهم في اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي مطلع العام الحالي. واتخذت حكومة رئيس الوزراء الإرلندي بريان كاوين القرار بعد تحقيقات أجرتها الشرطة ومسؤولون في مكتب الجوازات في وثائق مزورة استخدمها قتلة المبحوح. وتأتي هذه الخطوة عقب عمليات طرد مماثلة أعلنتها بريطانيا في آذار (مارس) واستراليا في ايار (مايو). وقال وزير الخارجية الإرلندي مايكل مارتن في بيان: «احتجاجاً على عمل غير مقبول، نطلب من إسرائيل سحب العضو المعين في سفارتها في دبلن». وأضاف أنه «تم إبلاغ السفير الاسرائيلي بهذا الطلب وأتوقع أنه سينفذه قريباً». ووصفت إسرائيل هذه الخطوة ب «المؤسفة». وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور إن «القرار الإرلندي مؤسف ولا يتناسب مع أهمية العلاقات بين البلدين». وأضاف أن «المسؤول المعني ليس مشتبهاً به أو متهماً بالقيام بأية إساءة محددة». وكان عثر على المبحوح، وهو أحد مؤسسي «كتائب القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، مقتولاً في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي في أحد فنادق دبي التي أعلنت شرطتها أن 26 شخصاً ضالعين في الجريمة استخدموا 12 جواز سفر بريطانياً وستة جوازات إرلندية واربعة جوازات فرنسية وجواز سفر المانياً وثلاثة جوازات استرالية. وفي كثير من الحالات ظهر أن وثائق السفر إما مزورة أو تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة. واستدعت إرلندا والدول الأربع الأخرى التي استخدمت جوازات سفرها السفراء الإسرائيليين للاحتجاج على ذلك. وقال مارتن إن الأدلة التي تمخضت عنها التحقيقات الإرلندية والدقة التي زورت بها وثائق السفر «تشير في شكل واضح إلى ضلوع جهاز دولة اجنبية او منظمة اجرامية وافرة الموارد لها القدرة على الحصول على تفاصيل عن عدد كبير من الجوازات الإرلندية». وتوصلت التحقيقات البريطانية والاسترالية إلى نتائج مماثلة، بحسب الوزير الإرلندي الذي أضاف أنه تم العثور على «أسباب قوية للاعتقاد بأن اسرائيل مسؤولة» عن ذلك. وأشار إلى أنه طبقاً للممارسات الديبلوماسية المعتادة، فلن يكشف عن اسم أو منصب المسؤول الذي طلبت حكومته من السفارة الإسرائيلية طرده. ولفت إلى أنه التقى نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في آذار (مارس) الماضي وطلب منه أية معلومات يشعر بأنها يمكن أن تساعد دبلن في تحقيقاتها، إلا أن إسرائيل لم تقدم أية مساعدة. وقال: «يتوجب علي القول ان الجهود للحصول على مساعدة السلطات الإسرائيلية في التحقيق في هذه القضية لم تسفر عن أية استجابة أو أي نفي لأي ضلوع لإسرائيل... وإساءة استخدام جوازات السفر الإرلندية من قبل دولة ترتبط مع إرلندا بعلاقات ثنائية ودية هو امر غير مقبول ويتطلب رداً حازماً».