اعتبر رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط أن من المفيد للادارة الاميركية «أن تعيد قراءة سياستها (في المنطقة) ومكونات هذه السياسة، لا سيما بعد شهادة السفير ريان كروكر الذي كسر أحد أكبر المحظورات ودعا الى حوار مباشر مع «حزب الله» عبر مسؤوليه في البرلمان أو الحكومة للتوصل الى فهم أكبر لهذا الحزب»، ورأى أن هذه الخطوة «تستطيع أن تفتح المجال أمام متغيرات لا يستهان بها»، مشدداً على أن «الأوان آن لادراك أن سياسات العزل والقطيعة لا تنفع، وهو الامر نفسه الذي أكده كروكر عندما أصر على ضرورة إعادة السفير الاميركي الى دمشق بما يعزز الحوار الأميركي- السوري». وعلق جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم على كلام «عميدة الصحافيين في البيت الابيض هيلين توماس التي قالت إن الحل الوحيد لأزمة الشرق الاوسط هو في خروج اليهود الصهاينة من أرض فلسطين»، ووصفه بأنه «كم هو صادق ومعبر». وأشار الى أن «هذه خلاصة توصلت اليها توماس وهي في العقد التاسع من العمر بعدما اختبرت الادارات الأميركية المتلاحقة منذ عقود وشاهدت التصلب الاسرائيلي الذي يفعل فعله في السياسة الخارجية الأميركية»، مضيفاً أن «حكام إسرائيل على مدى سنوات أجهضوا كل محاولات التسوية للصراع القائم». ورأى جنبلاط أن «الصراع في المنطقة بدأ يأخذ أشكالاً مختلفة لا سيما مع تصاعد الدور التركي الداعم للموقف الفلسطيني والعربي»، متمنياً أن يعيد «هذا الموقف بعض العرب الى عروبتهم، ويعيد بعض الشرائح الشعبية اللبنانية الى عروبتها التي كانت نابضة في مرحلة الخمسينات والستينات والسبعينات وجنحت كثيراً في الآونة الأخيرة نحو الكيانية اللبنانية الضيقة التي لا تؤدي سوى الى الانعزالية على أكثر من مستوى تحت شعارات مختلفة حول أولوية لبنان». وسأل جنبلاط عن «صحة الانباء التي تتحدث عن تجاوزات بعض الأجهزة الامنية اللبنانية في الشمال والاضطهاد الذي تمارسه بحق الفلسطينيين لا سيما في مخيم نهر البارد»، مضيفاً: «ما الذي لا يزال يحول دون إقرار الحد الادنى من الحقوق المدنية للفلسطينيين، وقد تقدمنا باقتراحات قوانين بهذا الخصوص الى المجلس النيابي؟»، وقال: «إنها الفرصة التي تتيح لكل القوى السياسية التي تقول بدعم القضية الفلسطينية أن تصوت لمصلحة هذه الاقتراحات في الجلسة النيابية المقبلة». وعلق على المحادثات لاعادة النظر بالاتفاقات اللبنانية - السورية، مشدداً على «ضرورة العمل من ضمن مرتكزات اتفاق الطائف الذي أكد على الأمن اللبناني - السوري المشترك، لمواجهة التطورات الاقليمية المتسارعة»، مشيراً الى أن الوقت «ليس ملائماً لاعادة النظر بالاتفاقات. بل على العكس، لقد آن الأوان لكي يوفر كل من البلدين الظروف والمناخات السياسية الملائمة ليحصل تطبيق جدي لكل الاتفاقات». وتوجه جنبلاط في ذكرى مجزرة اهدن بالتحية الى «الشهيد طوني سليمان فرنجية ونؤكد تضامننا مع النائب سليمان فرنجية في هذه المناسبة الأليمة»، مشيراً الى أن «تلك المجزرة كان الهدف منها تأديب كل شخصية مسيحية أو تيار سياسي مسيحي يرفض المشروع الاسرائيلي التقسيمي». واذ اكد جنبلاط «اهمية إقرار مبدأ شمولية الموازنة العامة»، دعا الى «التوصل الى مبدأ تحديد شمولية الهدر ومنافذه المتعددة، ووقف الزيادة المستمرة للنفقات كما تلحظها الموازنة»، وقال: «حبذا لو نستبدل سياسة الاستدانة المستمرة بسياسة وقف الهدر وتطبيق التقشف».