كشف عضو كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان أحمد فتفت، عن وضع استقالته من تيار «المستقبل» في تصرف رئيس الحكومة سعد الحريري، معتبراً أن «هذه الخطوة تنبع من قناعاتي بأن أتحمل ما يعود اليّ من مسؤولية في ما جرى (في الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء المنية - الضنية) وهي نابعة أيضاً من إيماني والتزامي بتطوير وإنجاح خط تيار المستقبل ومسار الرئيس سعد الحريري»، وقال انها «أيضاً نداء لكل مسؤول في تيار المستقبل أيّاً يكن موقعه لاعتبار ما جرى على مستوى الوطن يحتّم علينا الادراك أن هناك أخطاء يجب معالجتها وعلى وجه السرعة حتى لا نكن من النادمين حين لا ينفع الندم». وعقد فتفت مؤتمراً صحافياً أوضح في مستهله «أنّ انتصار الأمس (فوز مرشح «المستقبل» كاظم الخير بالمقعد النيابي عن قضاءي المنية - الضنية) جاء ليزيد من مسؤولياتنا ويضعنا أمام تحدّ إيجابي بتطوّير عملنا لنبقى على مستوى المسؤولية وثقة الناس بنا». وإذ أشار الى انه كان وضع «تقريراً مفصلاً عن الخلفيات لنتائج الانتخابات البلدية على صعيد لبنان عامة والضنية بخاصة ورفعه الى الرئيس الحريري ورئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة صباح الأربعاء في الثاني من الشهر الجاري أي قبل 48 ساعة من انتهاء الانتخابات، لفت الى انه «آثر تأخير الإعلان عن هذا الموضوع لغاية اليوم حتى لا يحاول بعض استغلاله في طعن تيار المستقبل وتحديداً في الانتخابات الفرعية». وكان الحريري تلقى نسخة من التقرير ويتضمن وضع الاستقالة في تصرفه لكن مصادر في «المستقبل» قالت إن الحريري فوجئ بالإعلان عنها أمس. وقال فتفت في بيانه: «إن الانتخابات النيابية الفرعية أعادت بوضوح رسم الصورة السياسية لقضاء المنية - الضنية وكانت أبلغ ردّ على كل الافتراءات التي تعرضنا لها في الأسبوعين الأخيرين سياسياً وشخصياً». ولفت الى «أن بعضاً ممن يدّعي المسؤولية السياسية في الضنية حاول استغلال بعض نتائج الانتخابات البلدية لشنّ حملة من الافتراءات وحتى الشتائم وهذا لم يكن يوماً من شيمنا، سعوا لجرّنا الى مهاترات إعلامية لاستغلالها انتخابياً في الانتخابات الفرعية ما جعلني أستنكف عن الردّ في حينه إفشالاً لمخططهم». وقال: «اليوم من حقي بل من واجبي أن أضع النقاط على الحروف. لم يفاجئني البعض بحملتهم وتنسيقهم لأنهم من موقع الخصومة السياسية، إنما أكثر ما آلمني أن تأتي بعض الضربات من أقرب المقربين سياسياً وعائلياً أما الخصوم فلم يجدوا شيئاً يتهمونني به سوى الاستعلاء». ودعا الى البحث «عن الاستعلاء الفعليّ عند من استولى على المال العام لتكوين ثروة عقارية كبيرة ونبع السكر خير شاهد وعند من استعلى على قرارات تنظيمه السياسي بعدم التزامه، وعند من تمتّع بقلّة الوفاء، بمن طعن رفيق الحريري حيّاً وشهيداً وبمن ادّعى زعامة موروثة على أهل الضنية الذين رفضوه في صناديق الاقتراع وعند من امتهن الكذب وسيلة سياسية وبرع في ممارستها احتقاراً للناس». وتوقف فتفت عند الانتخابات البلدية و«أسباب النتائج السيئة التي حصلنا عليها وتحديداً في سير لأقرّ بأنني تعرضت لكمين سياسي بارع لم أنتبه إليه إلاّ بعد فوات الأوان»، وشرح أن «أحد أقربائي نزار رعد، قام بما سمّاه مسعى توافقي وعرض اسم عارف درباس للتوافق، فعرضت أن يتمّ التداول باسم أحمد علم فرفض كليّاً وبناء عليه قبلت باسم درباس وأعلنت أنني سأدعمه وقام الأخير بتكوين تحالفاته من دون أيّ تدخل منّي مباشر أو غير مباشر وعندما قلت عبر نزار رعد للفريق الآخر أني أقبل بما يقبل به درباس انقلبوا بالكامل وفرضوا معركة أحمد علم الذي، والحق يقال، لم يكن على علم بما خطط له الآخرون. وسعيت حتى اللحظة الأخيرة للتوافق وعرضت سحب مرشح آل فتفت ولكن الردّ كان دائماً بالرفض، وتبيّن أن هناك من سعى وحضّر للمعركة بتحالف سياسي كبير وإمكانات مالية هائلة انكشفت في الساعات ال 48 الأخيرة من المعركة في وقت كنت أعتقد حتى اللحظات الأخيرة أنّ نيات التوافق لدى الفريق السياسي الآخر قد تكون صادقة وهنا يكمن خطأي الأساسي، وعكس كلّ ما أشيع ويشاع فإنّي لم أتدخل شخصيّاً في أيّ بلدية أخرى». وأورد بعض ما ذكره في تقريره المفصل الى الحريري والسنيورة لجهة «عدم قدرة الرأي العام المناصر لتيار المستقبل على مواكبة مشروعنا السياسي بسبب الانطباع السائد أنّ هناك عدم وضوح في التوجّه السياسي للتيار بعد 7 حزيران (يونيو) 2009، والتأخير في إنجاز الملف التنظيمي لتيار المستقبل ما أعاق التواصل بين التيار وقاعدته في عدد من المناطق، وتراجع الملف الخدماتي والانمائي حتى عبر مؤسسات الدولة نظراً الى التأخير الذي حصل في تأليف الحكومة ولكل العراقيل التي وضعت وتوضع في وجهنا».