لم يكن أحد من مدينة تمير التابعة لمحافظة المجمعة يتوقع أن تكون مسيرة نادي المجزل الرياضي الذي تأسس عام «1395 ه»، بهذه الطريقة التي سار بها الفريق الكروي الأول، فالمجزل الذي كان يقبع قبل خمسة مواسم في دوري المناطق مضى في مشواره نحو هدفه بهدوء ومن دون ضجيج وبعيداً عن الأعين، بعد أن انطلق قطاره من تلك المنافسات مروراً بدوري الدرجة الثانية وانتهاءً بدوري أندية الدرجة الأولى التي وصلها قبل موسم. متابعو دوري الدرجة الأولى استبعدوا فريق المجزل من حسابات الصعود أو حتى المنافسة، وبلغ الحال ببعض المتابعين لترشيحه ليكون أحد الأندية الثلاثة التي ستعود أدراجها إلى الدرجة الثانية، وذلك قياساً على الخبرة العريضة لبقية الفرق المتنافسة في دوري الأولى إلا أن الأمور في المجزل لم تسر بحسب الأهواء والتوقعات، فقد مالت الإدارة التي يرأسها أحمد العبدالله لنهج منافسات العدائين العرب في ألعاب القوى للسباقات الطويلة، إذ سار الفريق في كل جولات دوري الدرجة الأولى بخطى ثابتة، وبدأ بلفت الأنظار، ومن ثم جاءت مشاركته في تصفيات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين (دور ال32 ودور ال16) ليسرق الفريق الأنظار بمغامراته بعد أن أطاح بفريق الفتح، لكن رحلته توقفت أمام الهلال في دور ال16. ومن أجل الصعود التف أبناء مدينة تمير مجدداً حول ناديهم للمساندة في تحقيق الهدف، ليواصل الفريق الكروي تحقيق نتائج لافتة في دوري الدرجة الأولى، إذ تصدر المجزل الترتيب في جولات عدة واستطاع المحافظة على وجوده في محيط الصدارة التي فقدها في جولات عدة، ومن ثم استعادها وتمسك بها حتى أكد تفوقه وصدارته وتأهله بكل جدارة واستحقاق إلى دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. وبذلك لم تعد الأحلام سراباً، فباتت حقيقة وتحولت الأماني إلى انتصارات لدى مسيري ولاعبي نادي المجزل، إذ قال رئيس النادي أحمد العبدالله ل«الحياة» عن هذا الإنجاز الفريد لناديه: «لم يكن هذا السيناريو في بالنا بعد الصعود من الدرجة الثالثة ومن ثم إلى الدرجة الثانية، وبعدها انتهى بنا المطاف في دوري الدرجة الأولى، إذ كان تفكيرنا ينصب مطلع الموسم على تحقيق مركز جيد في دوري الدرجة الأولى، لكن الأمور سارت بشكل جيد معنا بفضل التخطيط المدروس، فقد وفقنا في تحقيق هدف البقاء ووجدنا الفرصة سانحة في الدخول في المنافسة وارتفعت طموحاتنا بعد سلسلة من الانتصارات ووجدنا أنفسنا في صراع القمة». وأضاف: «لقد عرفنا بمقدرتنا على المضي إلى الأمام والصعود إلى دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وزاد من أملنا بلوغنا دور ال16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، التي انعكست علينا إيجاباً بارتفاع الروح المعنوية لدى اللاعبين، خصوصاً بعد تأهلنا على حساب الخليج وملاقاة الهلال على رغم أننا عانينا من تلك المرحلة بفقدان عدد من النقاط بعد تعرضنا لأربعة تعادلات، وهنا أشيد بالدور الكبير الذي قام به المدرب التونسي محمد العالج الذي عرف كيف يتعامل مع ما تبقى من مباريات، والحمد لله وبفضله حققنا إنجازاً أرى أنه سيكون دافع لنا للبحث عن هدفنا المقبل، وهو البقاء في دوري عبداللطيف جميل». ورفض العبدالله الكشف عمّا سيتحصل عليه اللاعبون من مكافآت مالية نظير هذا المنجز التاريخي للفريق الكروي الأول، مكتفياً بالقول: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وعلى قدر أهل الكرم تأتي المكارم».