علمتني الرحلات المتعددة عبر مطاراتنا الحزينة أن الفساد الإداري سيظل يسخر بكل مسافر ليس له موظف هناك يجري اللازم له كي يصل في موعده مهما كانت أهمية ذلك المعد أو مكانه! تكرر إلغاء حجزي مرات ومرات ولا تبرير لذلك، إذا كنت مثلي قد ظننت أن هناك من يحترم ما التزم به الناقل الوطني فإن حجزك غير مؤكد على رغم كل تأكيداتك لهم بأن لك حجزاً مؤكداً! في كل مطارات العالم تجد تعاملاً يليق بمن يعطيهم ثقته ويبتاع منهم تذكرته إلا مطاراتنا التي لا تألوا جهداً في إثبات تخلفها! في خطوطنا السعودية - وفرع الدمام بشكل خاص خبير بذلك كما يحصل لي في كثير من المرات - تسحب المقاعد المؤكدة بطريقة هم معتادون عليها، ثم يواجه من يحتج على هذا التصرف الذي أفقده مواعيد مهمة قد تحدد مصيره، بطريقة جلفة وبعيدة عن اللياقة. ترهلت الخطوط السعودية وأصبح إصلاحها من المهمات العاجلة لأن الراكب أصبح لا يطيق أن يرى خطوطاً أتت بعده بعقود من السنين وهي تقدم أروع الخدمات،. يجب أن يتغير وضع هذه الخطوط حتى تكون لائقة بأبناء هذه الأرض المعطاءة، إن هذا التخلف الذي نراه ونلمسه، على رغم ما يقال بين الناس وما يكتب وما يقال في معظم أجهزتنا الإعلامية، عار على وضعنا الإنساني والاقتصادي الذي تحسدنا عليه شعوب الأرض! لقد مللنا من التبريرات غير المقنعة في أن هناك ازدحاماً في الركاب وأن الطائرات ملأى ولا يوجد أي مكان لراكب آخر! مللنا هذه التبريرات التي لا نسمعها إلا في مطارات المملكة، وهناك إصلاح إداري عاجل لابد من البدء به في مطاراتنا التي تمثل وجهنا الذي لابد أن نكون فخورين به، على رغم التقصير الفاضح في مطاراتنا التي لا تمثل أبداً طموح قائدنا الحبيب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الساعي للتطوير الذي يستحقه هذا الوطن. لقد تكلموا عن نظام «أماديوس» الذي سيقدم الخدمات المتكاملة للراكب من دون عناء، وتكلموا عن الاستراتيجية الوطنية للخطوط السعودية، وتكلموا عن تقدم هذه الخطوط لدرجة أنها أصبحت تحصل على الجوائز الأولى، وظل الوضع على ما هو عليه من تخلف وضياع حقوق الراكب الذي يركب الصعب حتى يصل إلى وجهته من دون عون من الخطوط. [email protected]