إذا كانت وزارة الزراعة توقفت عن دعم خططها الاستراتيجية لدعم زراعة القمح في السعودية، وأعلنت عن خطة لاستيراد أعلاف من خارج الحدود، في حين أن زيتون الجوف أو مانجو جازان لم يصلا إلى مرحلة توطين المنتج الزراعي في المنطقة، فإن وزارة الزراعة لا تجد منتجاً تستطيع أن تعده سلة غذاء آمنة في السعودية أكثر من التمر. ويرى خبراء اقتصاديون أنه بات على «الزراعة» أن تسوق له خارجياً على اعتبار أن ما ينتج داخلياً يفوق حاجة المستهلكين. وتعد القصيم من أكبر حاضنات مزارع النخيل في المملكة. ويشير المدير العام للإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة القصيم المهندس محمد اليوسف أن عدد النخيل في المنطقة يبلغ 5.1 مليون نخلة موزعة على أكثر من 23 ألف مزرعة تنتج أكثر من 900 مليون كيلوغرام من التمر. وتتنوع أصناف النخيل بين السكري الأصفر والبرحي، والشقراء، أم حمام، السكري الأحمر، الخلاص، نبتة علي، الروثانة، الحلوة، أم الخشب، نبتة راشد، الونانة، الرشودية، العسلة، المكتومي، ولاحمية صقعي، أم كبار، ونبتة سيف. وسجلت المنطقة حضوراً عالمياً، إذ اعتمدت موسوعة جينس العالمية مزرعة الشيخ صالح الراجحي باحتوائها على أكثر من 200 ألف نخلة بمساحة 5466 هكتاراً. وخلال الأعوام الأربعة الماضية توجهت المنطقة إلى تسويق المنتج من خلال المهرجانات التي توزعت بين خمس مدن ومحافظات هي: بريدة، عنيزة، المذنب، البدائع، والبكيرية. ويرى المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور الدكتور خالد النقيدان أن هذه المهرجانات تكمل بعضها بعضاً، وتسعى لخدمة المنتج كما أنه يتم دراسة مقترح للتنسيق بين المهرجانات للحملات التسويقية، لافتاً إلى أن مهرجاني بريدة وعنيزة تجاوزا الحدود الخليجية واتجها للعالمية والتصدير ولذلك يجب أن تتواكب جهودنا مع ما وصلنا إليه والمرحلة القادمة التي تتطلب خططاً مستقبلية أكبر لصناعة التمور. بدوره، أوضح المشرف على مهرجان التمور في عنيزة أن هذه المهرجانات تهدف إلى تحويل التمور إلى منتج اقتصادي مهم، وربط المتسوقين والمستثمرين بمجال التمور من داخل المملكة وخارجها، وتقديم التسهيلات المناسبة للبائعين والموزعين والوسطاء، وإحياء طقوس الفلاحين القدماء كموروث شعبي أصيل، وزيادة الوعي الاستهلاكي لدى المستهلك، وإيجاد جيل من الشباب ليتولى أنواع أعمال التمور كافة، وإعطاء الصورة الحقيقية عن صحية التمور المعروضة في السوق وجودتها. ويتهافت على المهرجانات زوار من مختلف مناطق المملكة وجميع الدول الخليجية ويتسابقون على شراء أجود أنواع التمور بأسعار تقل عما يعرضه المسوقون في مناطقهم. وتبدأ دورة تسويق التمور قبل ستة أشهر حين يبدأ المزارعون بالعناية بالنخيل لتصل الثمرة إلى مرحلة النضج عادة في نهاية أيلول (سبتمبر). ليبدأ المزارع في جلبها للأسواق، وتعد ساحتا تمور بريدة وعنيزة الأكبر في المنطقة ولكنهما تختلفان في طريقة العرض، إذ يفضل القائمون على مهرجان بريدة للتمور أن يتولى المزارع تسويق تمره، فيما يتولى مهرجان تمور عنيزة تسلم التمور والتسويق له على أن يتسلم المزارع قيمة مبيعاته في اليوم ذاته.