القاهرة - أ ف ب - بدأت دول في الشرق الأوسط الالتفات الى مخاطر التدخين وضرورة تعزيز مكافحته، من خلال إقرار عدد من التشريعات، لكن تطبيقها يبقى أمراً غير يسير. فمن بيروت الى القاهرة مروراً بدمشق وعمّان، يبدو أن التدخين أمر لا يمكن تجاوزه بسهولة، سواء في المقاهي والمطاعم او في المصارف والإدارات العامة، وصولاً الى المستشفيات. لكن مصر التي تبدو «الشيشة» فيها أكثر تجذراً في المجتمع من دول اخرى في المنطقة، أعلنت الخميس الماضي عزمها تحويل الإسكندرية مدينة خالية من التبغ، على أمل بأن ينسحب هذا النموذج لاحقاً على سائر مناطق البلاد. وأظهر تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية والسلطات المصرية في كانون الثاني (يناير) أن نحو 40 في المئة من البالغين في مصر هم من المدخنين، و95 منهم يدخنون يومياً. كذلك اظهر ان ما لا يقل عن 70 في المئة من المصريين يتعرضون للتدخين السلبي. وفي الأشهر الأخيرة أقرت كل من الأردن وسورية والإمارات العربية المتحدة تشريعات مماثلة. ففي كانون الثاني (يناير) أصدر رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قانوناً يحظر التدخين في وسائل النقل المشترك وفي الأماكن العامة المغلقة. وعلى رغم ان قرار الحظر لا يطبق في شكل تام بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، الا ان المباني الحكومية مثل المدارس والجامعات والمستشفيات والمسارح والمراكز الرياضية تتجه الى حظر التدخين فيها في شكل كامل في المستقبل القريب. وكانت دبي بدأت في العام 2007 بفرض منع التدخين في الأماكن العامة. في سورية حيث تبلغ نسبة المدخنين 60 في المئة بين الرجال و23 في المئة بين النساء، بدأ العمل في نيسان (ابريل) بقانون لمكافحة التدخين يعاقب منتهكوه بغرامات مالية تراوح بين 45 و870 دولاراً، وقد تصل العقوبة الى السجن سنتين. وبحسب المؤسسة العامة للتبغ، فإن 8 في المئة من دخل المواطن السوري ينفق على التدخين. وفي مصر ينفق المدخنون 6 في المئة من دخلهم على التدخين، سواء السجائر او الشيشية أو مضغ التبغ الذي بدأ ينتشر هناك أيضاً. في الأردن، حظرت السلطات منذ 25 ايار (مايو) التدخين في الأماكن العامة. وأكدت وزارة الصحة ان هذا القانون سيطبق في شكل صارم، وأن مفتشين سيقومون بزيارات مفاجئة للوزارات والأماكن العامة بغية التحقق من عدم انتهاك القرار. أما لبنان فيبدو متأخراً في هذا المجال عن غيره من دول المنطقة، ويزيد من انتشار التدخين فيه انخفاض أسعار السجائر، اذ يبلغ ثمن علبة السجائر الأميركية مثلاً 1.45 دولار. وتدرس السلطات اللبنانية مشروع قانون لمكافحته. وأظهرت دراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2005 ان 60 في المئة من اللبنانيين الذين تراوح اعمارهم بين 13 و15 سنة يدخنون السجائر او السيجار او النارجيلة، وهي النسبة الأعلى بين دول الجوار. وحاولت بعض الحانات تخصيص ايام لغير المدخنين، الا ان هذه المحاولات ما زالت خجولة. وفي العراق لا يوجد اي قانون لمكافحة التدخين، الا ان وزارة الصحة سجلت خرقاً في هذا المجال اذ أوعزت الى حراس مستشفى ابن البيطار في بغداد بمصادرة علب السجائر من القادمين إليه.