طوال أحد عشر عاماً، تحتفل الشارقة بالمهرجان القرائي للطفل الذي أصبح موعداً سنوياً ينتظره الأطفال والجمهور والكتاب والرسامون والناشرون. وهذا العام، يحمل المهرجان الذي بلغ سنته الثامنة شعار «تألق بها» وقد افتتحه الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة. ويشارك في المهرجان 130 دار نشر، من 15 دولة عربية وأجنبية، ويتضمن 1518 فاعلية تتراوح بين مواصفات عدة: ثقافية، وتعليمية، وفنية، وترفيهية. واستهل الافتتاح بإنشادية أدتها مجموعة من الأطفال، معبرين عن فرحتهم بانطلاق الدورة الثامنة من المهرجان التي تصادف عام القراءة الذي أعلنته منظمة يونيسكو، وهي تتيح للأطفال فرصة اقتناء أحدث الكتب، واكتساب العديد من المهارات من خلال الورش التدريبية التي يتضمنها المهرجان، إلى جانب العديد من الفاعليات المصاحبة. ويترافق المهرجان مع معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل في دورته الخامسة، ويعتبر الأشهر في نوعه في المنطقة والعالم العربي، وتشهد الدورة الحالية مشاركة 1380 عملاً لرسامين محترفين من 46 دولة، وتعكس الأعمال المعروضة دور الرسامين في تزيين كتب الأطفال، وزيادة جاذبيتها في العالم. ويضم المهرجان أيضاً معرضَ «بعيداً عن كوكب الأرض» الذي يُنظم للمرة الأولى، ويشمل مجموعة من العروض المصغرة التفاعلية، التي تأخذ الزوار في رحلة لاكتشاف عالم الفضاء، وما يضمه من موجودات، وتشمل أقسام المعرض، مسرح المجموعة الشمسية، وركن العودة إلى القمر، واستكشاف الكويكبات، والرحلة إلى المريخ، والوصول إلى محيط المجموعة الشمسية وما وراءها. وتم في حفلة الافتتاح تكريم الفائزين بجوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، وفاز بالمركز الأول والجائزة البالغة قيمتها 8000 دولار حسان زهر الدين من لبنان، وذهبت جائزة المركز الثاني وقيمتها 6000 دولار إلى ألكسندرا سترنين من الولاياتالمتحدة ، فيما نالت جائزة المركز الثالث وقيمتها 4000 دولار سونيا دانوسكي من ألمانيا، وفازت كل من فلانتينا بياكانسا من إيطاليا، وجيسو سيسينروس من إسبانيا، وفرشته نجفي من إيران بالجوائز التشجيعية التي بلغت قيمة كل منها 1000 دولار. وتم تكريم الفائزين بجائزة مهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل 2016، وكانت فازت بجائزة أفضل كتاب للطفل باللغة العربية، الكاتبة أروى خميّس من السعودية، عن كتابها «أنا رومي»، في حين ذهبت جائزة أفضل كتاب لليافعين باللغة العربية، إلى الكاتب نصر سامي من تونس عن كتابه «حكايات جابر الراعي»، أما جائزة أفضل كتاب للطفل باللغة الأجنبية، ففازت بها الكاتبة طاهرة أرشد من باكستان عن كتابها «الحجر الأسود»، ونالت الجائزة التشجيعية المخصصة لأفضل كتاب لذوي الإعاقة البصرية، الكاتبة ليلى الدعلول من تونس عن كتابها «الحياة كلها لنا». وتم أيضاً تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للأدب المكتبي، والتي ذهبت فئاتها الثلاث إلى فائزين من مصر، وقد فاز بالمركز الأول ثروت العليمي المرسي عن بحثه «دور المستودعات الرقمية في حفظ وإتاحة المحتوى الرقمي»، ونال المركز الثاني علي فتحي عبدالرحيم الشريف عن بحثه «مكتبات التراث العربي وتحديات العصر الرقمي – مركز جمعة الماجد نموذجاً»، وفاز بالمركز الثالث أحمد حافظ أحمد عن بحث «المصادر الرقمية التعليمية ودورها في دعم التعليم وتطوره»، وهي دراسة حول واقع قطاع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. دورة متميزة بما تقدمه مع فاعليات، وورش، ومحاضرات، وعروض ترفيهية، وكذلك بما تحفل به من نشاط ثقافي وتواصل حضاري بين مزيج من الجنسيات التي تزور المهرجان وأيضاً تلك التي تشارك فيه، ليصبح فاعلية شاملة تحتفي بالطفل وتجعله في بؤرة اهتمامها، فيكون حاضره مشرقاً ومستقبله حافلاً بالإنجازات. أما شعار «تألق بها»، أي بالقراءة، فاختير تزامناً مع تخصيص دولة الإمارات هذا العام عاماً للقراءة. وسيتضمن البرنامج الثقافي والفكري 74 فاعلية، وبرنامج الطهو 61 فاعلية، إضافة الى 27 فاعلية للورش التدريبية، و45 فاعلية ضمن معرض الفضاء، و35 فاعلية ضمن معرض رسوم كتب الطفل. وتشارك في هذه الفاعليات نخبة من المؤلفين والمتخصصين التربويين العرب والأجانب، ومن بينهم الكاتب المغربي الشهير العربي بن جلون، والممثلة والإعلامية المعروفة نجوى إبراهيم، والممثل البحريني من أصل إماراتي محمد ياسين، الذي اشتهر بدور بابا ياسين، والفنانة الكويتية القديرة هدى حسين، والأكاديمي والإعلامي القطري ربيعة بن صباح الكواري. ومن الشخصيات العربية الأخرى المشاركة في الفاعليات، الممثل والكاتب المسرحي السعودي إبراهيم حامد الحارثي، عضو ورشة العمل المسرحي بالطائف، والكاتبة الأردنية سناء الحطاب، والقاصة والكاتبة السورية نبيلة أحمد علي، والكاتب والرسام العراقي علي المندلاوي وغيرهم. ومن الولاياتالمتحدة، يشارك في المهرجان الروائي توم ماكنيل، والمؤلفة لورا ماكنيل، ومؤلف ورسام كتب الأطفال مايكل ريكس، ومن المملكة المتحدة المؤلفة ميريام موس، والكاتب جون والتر، ومن أستراليا الكاتبة والمؤلفة كرستي بيرن، ورسامة الكارتون نيجار نزار من باكستان، والمؤلف راسيل مولينا من الفليبين، وغيرهم. وللأطفال المبدعين، في المجالات العلمية والأدبية حضور بارز من خلال فاعلية «مقهى المبدع الصغير»، الذي يهدف إلى إبراز إبداعات الأطفال، وجعل المميزين منهم قدوة لنظرائهم الآخرين. وتأكيداً لأهمية بناء شخصية الطفل وتوجيهها نحو السلوكيات الإيجابية، يركز جناح مجموعة «كلمات» في المهرجان على قدرات الأطفال الحركية والذهنية والإبداعية، من خلال ورشة فنية اتسمت بتنوع أنشطتها، وهدفت إلى تطوير مهارات الطفل الحياتية. وتضمنت الورشة مجموعة من الأنشطة المختلفة لاختبار قوة ذكاء الأطفال، وتعزيز تفاعلهم مع زملائهم، حيث تدربوا على الرسم الثلاثي البعد على المسطحات الورقية والكرتونية، وكذلك على الملصقات، وقدموا أعمالاً فردية ونوعية لعدة مشاهد من القصص. وفي عرض مميز أخذ الأطفال في جولة بين الماضي والحاضر، واستحوذ على حواسهم الحركية والسمعية والبصرية، عرض المهرجان، قصصاً مبتكرة بتقنية الواقع الافتراضي، عاش من خلالها الأطفال لحظات مشوقة، بعد أن أتيحت لهم فرصة التعرف على قصص الشخصيات المؤثرة في العالم، والتي تم عرضها بطريقة تناسب أعمارهم. أما العرض الثاني، فكان لقصة مغامرات السندباد التي تعد إحدى أشهر حكايات ألف ليلة وليلة، والتي تمكنت من إبهار الأطفال الذين تعرفوا إلى قصة جولات السندباد في البحار، وكيف كان يتغلب على الصعاب بقوة ذكائه.