كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عشية توجهه إلى شرم الشيخ اليوم للقاء الرئيس حسني مبارك، رفضه انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل، فيما أفادت أوساطه القريبة أنه سيؤكد للرئيس المصري كما في اجتماعه الاثنين المقبل في واشنطن مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، أولوية الملف النووي الايراني الذي يشكل، وليس الاحتلال الإسرائيلي، «العائق في طريق السلام في الشرق الأوسط»، فضلاً عن أنه يهدد الدول العربية المعتدلة بشكل لا يقل عن تهديده الدولة العبرية. وأعلن نتانياهو في اجتماع كتلة حزبه «ليكود» البرلمانية أمس ان اسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان، مكرراً بذلك تصريحات مماثلة أدلى بها أواخر الأسبوع خلال ايجاز لممثلي وسائل إعلام إسرائيلية باللغة الروسية، معتبراً الجولان «منطقة استراتيجية من الناحية الأمنية لدولة إسرائيل»، وأن البقاء فيها يشكل تفوقاً استراتيجياً لإسرائيل في حال مواجهة عسكرية مع سورية. وقال الوزير يسرائيل كاتس من «ليكود» معقباً إن تصريحات نتانياهو هذه «بمثابة رسالة موجهة الى مواطني إسرائيل والى الإدارة الأميركية والى دول المنطقة تقول إن إسرائيل مستعدة لخوض مفاوضات، لكنها لن تتعهد الانسحاب من الجولان». وكان نتانياهو قال أيضاً أمام ممثلي الإعلام بالروسية إن حكومته «لن توقف البناء في المستوطنات القائمة (في أراضي عام 1967 المحتلة) لسد حاجة التكاثر الطبيعي». وأضاف: «عندما يطالبونني بوقف تام للبناء في المستوطنات أسألهم: وماذا نفعل مع أطفال المستوطنين؟ هل يعيشون على السطوح أم تحت الأرض؟». وعن لقائه الوشيك الرئيس الأميركي، قال نتانياهو إنه مستعد لمناقشة الرئيس وعدم التنازل في «القضايا المصيرية للحفاظ على أمن إسرائيل». وزاد أنه سيؤكد أن المشروع النووي الايراني هو العائق الرئيس في طريق التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط. ويحمل نتانياهو هذا التأكيد إلى شرم الشيخ أيضاً في أول زيارة له خارج إسرائيل منذ توليه منصبه الحالي قبل ستة أسابيع. ويرافقه وزير الصناعة والتجارة العمالي بنيامين بن اليعيزر والمستشار لشؤون الأمن القومي عوزي أراد، علماً أن الأخير يغادر إلى واشنطن غداً للتمهيد لزيارة نتانياهو لها وجدول أعمال لقائه مع الرئيس الأميركي. إلى ذلك، أفادت تقارير صحافية أن مستشاري نتانياهو يبذلون جهوداً كبيرة لترتيب لقاء بينه وبين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسبوع الجاري قبل سفره إلى العاصمة ألأميركية. وكان نتانياهو اعتذر عن عدم تلبية دعوة العاهل الأردني له للمشاركة في منتدى دافوس في البحر الميت بداعي انشغاله في التحضير لزيارته لواشنطن، لكنه طلب ترتيب موعد آخر للاجتماع. ويؤكد مراقبون أن نتانياهو يريد من خلال لقاءيه مع زعيمين عربيين، تبديد الانطباع المتولد منذ عودته إلى كرسي رئاسة الحكومة بأن سياسة حكومته اليمينية ستتسبب في قطيعة سياسية مع إسرائيل.وكانت تقارير صحافية أفادت أن رئيس السلطة محمود عباس رفض الأسبوع الماضي عقد لقاء مع نتانياهو «كي لا يمنحه إنجازاً سياسياً قبل سفره إلى واشنطن». وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس ان نتانياهو سيؤكد في لقاءيه مع الرئيس المصري والعاهل الأردني «أهمية التحرك معاً للجم النظام الايراني»، كما سيعرض على مسامعهما التفاصيل الأولية لسياسة حكومته الجديدة، على أن يعلنها في واشنطن الأسبوع المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من رئيس الحكومة قوله إن نتانياهو سيؤكد للرئيس المصري، ولاحقاً للعاهل الأردني، أن إسرائيل ومصر والأردن تواجه مجتمعة خطر النظام الايراني «الذي يسعى الى الحصول على سلاح نووي من أجل إتمام أجندته للمنطقة، ما يستوجب منا العمل المشترك من أجل لجم هذا النظام». من جهتها، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» المحسوبة على اليمين الإسرائيلي عن أوساط سياسية رفيعة المستوى أن نتانياهو يحاول استئناف العلاقات بين إسرائيل والمغرب «لضم الأخيرة إلى الدول المعتدلة المستعدة للتعاون في المعركة ضد ايران، وبالتوازي دعم تسوية منع الفلسطينيين». وأضافت أن هذه المسألة ستطرح خلال لقاءات نتانياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، «وسيحاول رئيس الحكومة حشد تأييد الأميركيين لاستئناف العلاقات بين إسرائيل والمغرب». وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ترى في قرار المغرب الأخير قطع العلاقات مع ايران «خطوة مهمة في تشكيل الجبهة ضد المشروع النووي الايراني».