يتوقّع خبراء القطاع المالي المزمع اجتماعهم خلال فعاليات مؤتمر «يوروموني السعودية» يومي 3 و4 أيار (مايو) المقبل، أن يواجه القطاع المالي في السعودية تحولات مهمة خلال السنوات المقبلة، مع تنامي ظهور التقنيات المالية واعتمادها في مختلف مؤسسات القطاع، مشيرين إلى أن التقنيات المالية وعلى رغم ما قد تتسبب فيه من إرباك للأفراد والمؤسسات عند الشروع في اعتمادها، ستسهم في ترسيخ دعائم القطاع المالي، وتسهيل خدمات الأفراد على المدى البعيد. وتسهم التقنية المالية في توفير فرص كبيرة للبنوك والمستثمرين والشركات الناشئة في مختلف أنحاء العالم، إلا أنها في الوقت ذاته تنطوي على مجموعة جديدة من المخاطر بالنسبة إلى البنوك المركزية والمؤسسات المالية. وسيناقش مجموعة من الخبراء من داخل المملكة وممثلون عن كبرى الشركات العالمية الآثار المتنامية لاعتماد التقنية المالية في القطاع المالي خلال جلسة نقاشية ستعقد ضمن فعاليات مؤتمر «يوروموني السعودية»، الذي يعقد في الرياض وتشارك وزارة المالية السعودية في استضافته. وسيتحدث المدير العام لإدارة المعلومات في السوق المالية السعودية (تداول) ممدوح السديري عن تجربته وخبرته في اعتماد وإدارة واحدة من أنظمة التداول الأكثر تطوراً في السوق المالية السعودية، ففي عام 2014 بدأت «تداول» وبالتعاون مع شركة «ناسداك» في تنفيذ مشروع رئيس لاعتماد أحدث أنظمة التداول العالمية من «ناسداك» في السوق المالية السعودية، وهو نظام X-stream INET، وتم إطلاقه في أيلول (سبتمبر) 2015 ليحل بدلاً من نظام التداول السابق، ويعد النظام الجديد أسرع نظام للتداول في الأسواق المالية. بدوره، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «دوباي» العالمية فرانس فان إيرسل، التي توفّر خدمة دفع الرواتب المستندة إلى تقنية السحابة، إن «قطاع الخدمات المالية في طريقه ليشهد طفرة ملحوظة من خلال التحول إلى استخدام التقنيات المالية الحديثة، فالانتشار الواسع للهواتف الذكية، والحوسبة السحابية وتداول العملات الرقمية تسهم بوضوح في تغيير الطريقة التي يتم من خلالها توفير الخدمات المالية. كما أن موجة التحولات التي أحدثتها التقنيات في عدد من القطاعات تصل الآن إلى قطاع الخدمات المالية، وهي بصدد إحداث تأثيرات واضحة. فالأنشطة المصرفية التي اعتدنا رؤيتها منذ زمن بعيد ستتغير ولن تعود كما هي عليه اليوم». وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الشركات العاملة في مجال التقنية المالية في العالم يقدر بحوالى 20 ألف شركة، وهي توفّر مجموعة من الخدمات، من ضمنها خدمات دفع الأموال عبر الإنترنت وتداول الأوراق المالية، وخدمات «التمويل الجماعي» و«الإقراض بين النظراء»، والعملات الرقمية والهويات الرقمية. وتعد الجلسة النقاشية الخاصة، التي ستتناول هذا الموضوع خلال مؤتمر يوروموني السعودية، إحدى أهم الفرص المتاحة للتعرف على العمل الجاري في ما يتعلق بهذه القضايا الرئيسة ومجموعة المبادرات الجديدة في هذا السياق لتعزيز النمو الاقتصادي للمملكة.